فلن يضل له (١) عند الله ولا (٢) عندي» (٣).
كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى عبد القيس : ـ
يروى ابن سعد عن علي بن محمد عن يزيد بن عياض عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى عبد القيس «من محمد رسول الله إلى الأكبر بن عبد القيس : أنهم آمنون بأمان الله ، وأمان رسوله ، على ما أحدثوا في الجاهلية من القحم ، وعليهم الوفاء بما عاهدوا ، ولهم أن لا يحبسوا عن طريق الميرة ، ولا يمنعوا صوب القطر ، ولا يحرفوا حريم (٤) الثمار عند بلوغه ، والعلاء بن الحضرمي آمين رسول الله على برها وبحرها وحاضرها وسراياها ، وما خرج منها ، وأهل البحرين خفراؤه من الضيم ، وأعوانه على الظالم ، وأنصاره في الملاحم ، عليهم بذلك عهد الله وميثاقه ، لا يبدلوا قولا ، ولا يريدوا فرقة ، ولهم على جند المسلمين الشركة في الفيء ، والعدل في الحكم ، والقصد في السيرة ، حكم لا تبديل له في الفريقين كليهما والله ورسوله يشهد عليهم» (٥). وبعث الرسول صلى الله عليه وسلم بكتاب آخر إلى عبد القيس هذا نصه :
بسم الله الرحمن الرحيم :
هذا كتاب من محمد رسول الله لعبد القيس وحاشيتها (٦) من
__________________
(١) في الطبقات : ١ ق ٢ / ٢٧ فلن تضل.
(٢) في الفتوح : ٨٠ عند الله وعندي.
(٣) ابن سلام : الأموال : ١٩٩ ـ ٢٠٠ ، انظر ابن سعد / الطبقات : ١ ق ٢ / ٢٧ ، البلاذري : فتوح / ٧٩ ـ ٨٠ ، اليعقوبي : ٢ / ٨٩ ـ ٩٠ ويضيف «أما بعد يا منذر بن سادي فقد حمدك لي رسولي وأنا إن شاء الله منيبك على عملك».
(٤) لعل الصواب جريم الثمار ، والجرم : القطع أو الصرم. لسان العرب : ١٢ / ٩٠.
(٥) ابن سعد : الطبقات / ١ ق ٢ / ٣٢ ـ ٣٣.
(٦) حاشية كل شيء جانبه وطرفه ، وتحشى في بني فلان إذا اضطموا عليه وآووه ـ ـ وهؤلاء حاشيته أي فين احيته وظله. لسان العرب : ١٤ / ١٨٠ ـ ١٨١ والمراد هنا بحاشية عبد القيس الجماعات التي دخلت فيها من قبائل متعددة.