وقد كان للنصارى في قطر مطرنة (١) ، وكانوا يسمونها بالآرامية : «بيت قطرايا» (٢) ، ويمتد سلطاتها إلى ساحة أوسع من قطر الحالية ، وكان لها عدد من الأسقفيات خاضعة لرئيس أساقفة فارس ، وكان الأزمات التي تحدث في فارس تنعكس على بيت قطرايا ، ففي سنة ٥٢٤ ـ ٥٣٧ م شملت عمليات التصفية التي قام بها الجاثليق «اليشاع» البحرين أيضا ، فقد عزل رؤساء الأساقفة المعارضين له ، وعين آخرين بدلهم ، وفي سنة ٦٤٩ ـ ٦٥٩ م امتدت الاختلافات التي وقعت في بلاد فارس في عهد «يشوعياب الثالث» إلى بيت قطرايا التي كانت حتى ذلك الوقت تتبع أسقفية فارس ، ولا سيما تسمية الأساقفة ، وقد شجع «يشوعياب» الأسقفيتين الفارسية وبيت قطرايا إلى التحرر من الحماية ، كما دعاهم إلى ذلك ، حتى أصبحتا تتمتعان بالنفوذ الكامل ، ولهما الحرية في تسمية كل واحدة منهما لأسقافتها كالهراطقة ، وقد أصبحت بيت قطرايا حرة ولها مطران (٣) ، وقد ورد اسم قطر في المجمع الذي عقده الجاثليق «يشوعياب» في سنة ٥٨٥ م للنظر في الشؤون الخاصة بنصارى البحرين ، ومنها وجوب ترك الأعمال في أيام الآحاد أن أمكنهم وإلا أعفوهم من ذلك في حالة الضرورة ، ويظهر من مجمع نسطوري آخر عقد سنة ٦٧٦ م دبّر فيه الآباء عدة أمور دينية أن بلاد البحرين كانت حافلة بالكنائس والأديرة ودعاة الدين ، وكان إذ ذاك على قطر أسقف اسمه توما (٤).
__________________
(١) العلي : محاضرات في تاريخ العرب : ١ / ١٧٠.
(٢) شيخو : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية : ١ / ٧١.
(٣) Fiey ,Le Bet ,Qatraye ,P.٠١٢.
(٤) شيخو : النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية / ٧١ ، انظر جواد علي : تاريخ العرب قبل الإسلام ٦ / ٢١٢.