الباب الرّابع
في ذكر فضائلها وما جاء في ترابها
أخبرنا عبد الرحمن بن علي الحافظ في كتابه قال : حدّثنا معمر بن عبد الواحد إملاء ، قال : أنبأنا شكر بن أحمد ، أنبأنا أبو سعيد الرازي الحافظ في كتابه ، قال : قرأت على علي بن عمر بن أحمد ، قال : حدّثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، حدّثنا سليمان بن داود ، حدّثنا أبو غزية ، حدّثنا عبد العزيز بن عمران ، عن محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن ثابت بن قيس ابن شماس ، عن أبيه قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «غبار المدينة شفاء من الجذام» (١).
أخبرتنا عفيفة الفارقانية في كتابها عن أبي علي المقري ، عن أبي نعيم الحافظ ، عن أبي محمد بن الخواص ، قال : أخبرنا أبو يزيد المخزومي ، حدّثنا الزبير بن بكار ، حدّثنا محمد بن الحسن عن محمد بن فضالة ، عن إبراهيم ابن الجهم : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أتى بني الحارث فرآهم روبا (٢).
فقال : «ما لكم يا بني الحارث روبا؟» ، قالوا : نعم يا رسول الله ، أصابتنا هذه الحمى ، قال : «فأين أنتم عن صعيب»؟ قالوا : يا رسول الله ما نصنع به؟ قال : «تأخذون من ترابه فتجعلونه في ماء ، ثم يتفل عليه أحدكم
__________________
(١) رواه الديلمي في «الفردوس» ٣ / ١٠١ (٤٢٨١) ، والسيوطي في «الجامع الصغير» وعزاه لابن السني وأبي نعيم. وقال المناوي : «جاء ذلك عن ابن عمر رضياللهعنهما مرفوعا» ، وروى رزين عن ابن عمر رضياللهعنهما أنه قال : لما رجع النبي صلىاللهعليهوسلم من تبوك ، تلقاه رجال من المخلفين ، فأثاروا غبارا فخمروا ، فغطى بعض من كان معه أنفه. فأزال النبي صلىاللهعليهوسلم اللثام عن وجهه وقال : «أما علمتم أن عجوة المدينة شفاء من السم ، وغبارها شفاء من الجذام»!
(٢) روبا : يعني أصابهم الفتور بسبب الحمى.