قلت : واعلم أن هذه الآبار قد يزيد ماؤها في بعض الأزمان عما ذكرنا وقد ينقص ، وربما بقي منها ما كان مطموما (١).
ذكر عين النبي صلىاللهعليهوسلم
أنبأنا يحيى بن أسعد ، عن الحسن بن أحمد ، عن أبي نعيم ، عن جعفر ابن محمد ، حدّثنا محمد بن عبد الرحمن ، حدّثنا الزبير ، حدّثنا محمد بن الحسن ، عن موسى بن إبراهيم بن بشير ، عن طلحة بن خراش ، قال : كانوا أيام الخندق يخرجون برسول الله صلىاللهعليهوسلم ويخافون البيات ، فيدخلون به كهف بني حرام فيبيت فيه ، حتى إذا أصبح هبط.
قال : ونقر رسول الله صلىاللهعليهوسلم في العينيّة التي عند الكهف ، فلم تزل تجري حتى اليوم.
قلت : وهذه العين في ظاهر المدينة وعليها بناء وهي مقابلة المصلى (٢).
__________________
(١) لمزيد معرفة الآبار التي شرب منها النبي صلىاللهعليهوسلم ، انظر «وفاء الوفا» للسمهودي ٣ / ٩٤١ وما بعدها.
(٢) قال المطري في «التعريف» : «فأما العين التي ذكرها الشيخ محب الدين المقابلة للمصلى ، فهي عين الأزرق ، وهو مروان بن الحكم التي أجراها بأمر معاوية رضياللهعنه وهو واليه على المدينة ، وأصلها من قباء (...) ، وأما عين النبي صلىاللهعليهوسلم التي ذكرها ابن النجار فليست تعرف اليوم ، وإن كانت كما قال عند الكهف المذكور فقد دثرت وعفا أثرها ، والله أعلم» اه منه.
وللسمهودي في هذه المسألة تفصيل ، انظر «وفاء الوفا» ٣ / ٩٨٥ وما بعدها.