الباب السّادس
في ذكر وادي العقيق وفضله
روى البخاري في «الصحيح» من حديث عمر بن الخطاب رضياللهعنه أنه قال : سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم بوادي العقيق يقول : «أتاني الليلة آت من ربي عزوجل ، فقال : صلّ في هذا الوادي المبارك وقل : عمرة في حجّة» (١).
وكان عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما ينيخ بالوادي يتحرّى معرّس رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ويقول : هو أسفل من المسجد الذي ببطن الوادي ، بينه وبين الطريق ، وسط من ذلك (٢).
أنبأنا يحيى بن أسعد الخباز قال : كتب إليّ أبو علي المقري ، عن أحمد ابن عبد الله الأصبهاني قال : أنبأنا جعفر بن محمد الزاهد إجازة ، قال : أنبأنا أبو يزيد المخزومي ، حدّثنا الزبير بن بكار ، حدّثنا محمد بن الحسن ، عن عمر بن عثمان بن عمر ، حدّثنا موسى ، عن أيوب بن سلمة ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال : ركب رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى العقيق ، ثم رجع فقال : «يا عائشة ، جئنا من هذا العقيق فما ألين موطئه وأعذب ماءه» قالت : يا رسول الله أفلا ننقل إليه؟ فقال : «كيف وقد ابتنى الناس؟!».
قالت : ووجد على قبر آدمي عند جمّاء أم خالد بالعقيق حجر مكتوب : أنا عبد الله ورسول رسول الله سليمان بن داود إلى أهل يثرب.
ووجد حجر آخر على قبر أيضا عليه مكتوب : أنا أسود بن سوادة رسول رسول الله عيسى بن مريم إلى أهل هذه القرية (٣).
قلت : وابتنى بعض الصحابة بالعقيق ونزلوه ، وكذلك جماعة من
__________________
(١) أخرجه البخاري في الحج ، باب قول النبي صلىاللهعليهوسلم : العقيق واد مبارك (١٥٣٤).
(٢) أخرجه البخاري في الحج ، باب قول النبي صلىاللهعليهوسلم : العقيق واد مبارك (١٥٣٥) ، ومسلم في الحج ، باب التعريس بذي الحلفة والصلاة بها (١٣٤٦).
(٣) «تاريخ المدينة» لابن شبة ١ / ١٤٩ ، «وفاء الوفا» ٣ / ١٠٦٤.