سور المدينة ، وهي ملك لبعض أهل المدينة من النويريين (١) وماؤها عذب حلو ، وذرعتها فكان طولها عشرة أذرع ونصف ماء ، والباقي بنيان ، وعرضها ثلاثة أذرع وشبر ، وهي مقابلة المسجد كما ذكرت في الحديث.
بئر أريس
روى مسلم في «صحيحه» (٢) من حديث أبي موسى الأشعري رضياللهعنه ؛ أنه توضأ في بيته ثمّ خرج ، فقال : لألزمن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولأكوننّ معه يومي هذا. قال : فجاء المسجد فسأل عن النبي صلىاللهعليهوسلم فقالوا : خرج وجه هاهنا ، قال : فخرجت على أثره أسأل عنه ، حتى دخل بئر أريس.
قال : فجلست عند الباب وبابها من جريد حتى قضى رسول الله صلىاللهعليهوسلم حاجته وتوضأ ، فقمت إليه ، فإذا هو قد جلس على بئر أريس وتوسط قفّها ، وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر ، قال : فسلمت عليه ، ثم انصرفت فجلست عند الباب ، فقلت : لأكوننّ بواب رسول الله صلىاللهعليهوسلم اليوم.
فجاء أبو بكر الصديق رضياللهعنه فدفع الباب ، فقلت : من هذا؟ فقال : أبو بكر. فقلت : على رسلك ، قال : ثم ذهبت فقلت : يا رسول الله! هذا أبو بكر يستأذن ، فقال : «ائذن له وبشّره بالجنة» ، قال : فأقبلت حتى قلت لأبي بكر : ادخل ورسول الله صلىاللهعليهوسلم يبشّرك بالجنّة ، قال : فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله صلىاللهعليهوسلم معه في القفّ ودلى رجليه في البئر كما صنع رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكشف عن ساقيه.
ثم رجعت فجلست وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني ، فقلت : إن يرد الله بفلان خيرا ـ يريد أخاه ـ يأت به ، فإذا إنسان يحرك الباب فقلت : من هذا؟ فقال : عمر بن الخطاب ، فقلت : على رسلك ، ثم جئت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فسلمت عليه وقلت : هذا عمر بن الخطاب يستأذن فقال : «ائذن له وبشّره بالجنة» ، فجئت عمر فقلت : ادخل ويبشّرك رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالجنة ، قال : فدخل فجلس مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في القفّ عن يساره ودلى رجليه في البئر.
__________________
(١) قال المطري في «التعريف» : «وتعرف الآن بالنويرية ، اشتراها بعض النساء النويريين ...» اه.
(٢) في فضائل الصحابة ، باب «من فضائل عثمان بن عفان رضياللهعنه» (٢٤٠٣).