من وصول مرسوم سلطان مصر ، برد البلاد على الشريف رميثة ، هى ولايته السابعة.
ثم قال : فى سنة خمس وأربعين وسبعمائة ، كان المتولى لمكة ، الشريف رميثة.
ثم قال : فى سنة ست وأربعين وسبعمائة ، توجه الشريف عجلان إلى ديار مصر ، فأعطاه السلطان الملك الصالح البلاد ، دون أبيه رميثة. انتهى.
ووجدت بخط غيره ، أن فى ليلة الثامن عشر من جمادى الآخرة ، من سنة ست وأربعين وسبعمائة ، بعد المغرب منها ، دعى للشريف عجلان على زمزم ، وقطع دعاء والده رميثة.
ومات يوم الجمعة الثامن من ذى القعدة ، سنة ست وأربعين وسبعمائة بمكة ، وطيف به وقت صلاة الجمعة ، والخطيب على المنبر قبل أن يفتتح الخطبة ، وسكت الخطيب حتى فرغوا من الطواف به. وكان ابنه عجلان يطوف معه ، وجعله فى مقام إبراهيم ، وتقدم أبو القاسم بن الشقيف الزّيدى للصلاة عليه ، فمنعه من ذلك قاضى مكة شهاب الدين الطبرى ، وصلى عليه بحضرة عجلان ولم يقل شيئا ، ودفن بالمعلاة عند القبر الذى يقال إنه قبر خديجة بنت خويلد ـ رضى الله عنها ـ زوج النبى صلىاللهعليهوسلم ، ولما مرض لم يكن بمكة ، وأتى به إليها. وقد دخل فى النزع فى نصف ليلة الخميس ، السابع من ذى القعدة. انتهى بالمعنى.
وللأديب موفق الدين علىّ بن محمد الحنديدىّ من قصيدة يمدح بها الشريف رميثة بن أبى نمى أولها [من الكامل](٢) :
بالله هات عن اللوى وطلوله |
|
وعن الغضا وحلاله وحلوله |
أطل الحديث فإن تقصير الذى |
|
يلقى من التبريح فى تطويله |
علل بذكر العامرية قلبه |
|
فشفاء غلة ذاك فى تعليله |
وإذا عليل الريح أهدى نحوه |
|
نشرا فنشر عليله بعليله |
رشأ دنا فرمى فؤاد محبه |
|
عن قوس حاجبه بسهم كحيله |
وحوى القلوب بأسرها فى أسره |
|
وسبا النهى برسيله وأسيله |
وبياضه وسواده وقويه |
|
وضعيفه وخفيفه وثقيله |
ومنها :
وتفيأ الظل الذى ضمنت له ال |
|
أيام بين مبيته ومقيله |
__________________
(٢) الأبيات فى تاريخ العصامى ٤ / ٢٣٦ ـ ٢٣٨.