الطاهر. قال ابن
الأثير : كانت أمه تكنيه أبا الطاهر ، بكنية أخيها الزبير بن عبد المطلب. انتهى.
وأمه صفية بنت عبد
المطلب ، عمة النبى صلىاللهعليهوسلم ، فهو ابن عمة النبى صلىاللهعليهوسلم وحواريه ، ومعنى الحوارى الخليل ، وقيل الصاحب المستخلص ،
وقيل الحوارى الناصر ، وقيل غير ذلك. وهو أحد العشرة الذين شهد لهم النبى صلىاللهعليهوسلم بالجنة ، وتوفى وهو عنهم راض ، وأحد الستة أصحاب الشورى ،
الذين جعل عمر ـ رضى الله عنه ـ الخلافة فى أحدهم ، وهم على ما ذكر النووى : عثمان
بن عفان ، وعلى بن أبى طالب ، والزبير بن العوام ، وطلحة ابن عبيد الله التيمى ،
وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبى وقاص ـ رضى الله عنهم.
قال ابن الأثير :
وكان إسلامه بعد أبى بكر ـ رضى الله عنه ـ بيسير ، قيل : كان رابعا أو خامسا فى
الإسلام ، وهاجر إلى الحبشة ، وإلى المدينة. انتهى.
ذكر ذلك النووى ،
وقال : شهد بدرا وأحدا والخندق والحديبية وخيبر ، وفتح مكة ، وحصار الطائف ، والمشاهد
كلها مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وشهد اليرموك ، وفتح مصر. انتهى.
وذكر ذلك ابن
الأثير ، إلا أنه لم يذكر اليرموك ، ولم يقل : والمشاهد كلها ، وليس تركه لذلك
لعدم وقوعه ، وإنما هو لعدم حضوره بالبال وقت التأليف ، وزاد : وحنينا ، وهو صحيح.
وكان الزبير فى
فتح مكة ، على المجنبة اليسرى ، ومعه راية النبى صلىاللهعليهوسلم ، وأمره أن يدخل مكة من أعلاها.
واختلف فى سنه حين
أسلم ، فقيل : ابن ثمان سنين ، وقيل : ابن اثنتى عشرة سنة ، وقيل : ابن خمس عشرة
سنة ، وقيل : ابن ست عشرة سنة.
حكى هذه الأقوال
ابن عبد البر ، عن عروة بن الزبير ، إلا القول الأول ، فعن أبى الأسود محمد بن عبد
الرحمن ، يتيم عروة. وقال بعد أن ذكر القول الأخير : وقول عروة أصح من قول أبى
الأسود. ونقل غيره عن أبى الأسود ، زيادة فى خبر إسلامه ؛ لأن المزى قال : وقال
عبد الله بن وهب ، عن الليث بن سعد ، عن أبى الأسود : أسلم الزبير وهو ابن ثمانى
سنين ، وهاجر وهو ابن ثمان عشرة. وكان عم الزبير يعلق الزبير فى حصير ، ويدخن عليه
بالنار ، ويقول : ارجع. فيقول الزبير : لا أكفر أبدا. انتهى.
والزبير ـ رضى
الله عنه ـ أول من سلّ سيفا فى سبيل الله عزوجل ، على ما روى