وإن امرأ كانت صفية أمه |
|
ومن أسد فى بيته لمرقل (٩) |
له من رسول الله قربى قريبة |
|
ومن نصرة الإسلام مجد مؤثل |
وكم كربة ذبّ الزبير بسيفه |
|
عن المصطفى والله يعطى ويجزل (١٠) |
وقال فيه عمر بن الخطاب ، رضى الله عنه : نعم ولى تركة المرء المسلم. ذكر هذا الخبر الزبير بن بكار ؛ لأنه قال : وحدثنى علىّ بن صالح عن جدّى عبد الله بن مصعب قال : قال مطيع بن الأسود ، حين أوصى إلى الزبير ، فأبى أن يلى تركته ، وقال : فى قومك من ترضى. فقال : إنك دخلت على عمرو أنا عنده ، فلما خرجت ، قال : نعم ولى تركة المرء المسلم ، فقبل الزبير وصيته. انتهى.
وقد أوصى إلى الزبير من الصحابة : عثمان بن عفان ـ رضى الله عنه ـ أوصى إليه بصدقته ، حتى يدرك ابنه عمرو بن عثمان ، وأوصى إليه عبد الرحمن بن عوف ، وأبو العاص بن الربيع بابنته أمامة ، فزوجها من علىّ ، وأوصى إليه عبد الله بن مسعود ، والمقداد بن عمرو. ذكر هذا الخبر الزبير عن عمه عن جده عن هشام بن عروة ، وفيه أيضا ، مطيع إلى الزبير تركناه للاستغناء عنه بما سبق.
وذكر هذين الخبرين ابن الأثير ، وأفاد فيه مكرمة للزبير ؛ لأنه قال : وقال هشام بن عروة : أوصى إلى الزبير سبعة من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، منهم عثمان ، وعبد الرحمن ابن عوف والمقداد ، وابن مسعود وغيرهم ، وكان يحفظ على أولادهم مالهم وينفق عليهم من ماله. انتهى.
وكان الزبير ـ رضى الله عنه ـ كثير أفعال الخير والرزق ؛ لأن ابن عبد البر ، قال : وروى الأوزاعى عن نهيك بن يريم ، عن مغيث بن سمى ، عن كعب ، قال : كان للزبير ألف مملوك ، يؤدون إليه الخراج ، فما يدخل بيته منها درهما واحدا ، قال : يعنى أنه كان يتصدق بذلك كله.
قال ابن عبد البر : كان الزبير تاجرا مجدودا فى التجارة ، وقيل له يوما : بم أدركت فى التجارة ما أدركت؟ قال : لأنى لم أشتر عيبا ولم أرد ربحا ، والله يبارك لمن يشاء. انتهى.
وبارك الله تعالى فى تركة الزبير ، حتى قامت بدينه ، وفضل منها فضل كثير لورثته
__________________
(٩) فى الاستيعاب :
وإن امرأ كانت صفية أمه |
|
ومن أسد فى بيته لمرفل |
(١٠) فى الاستيعاب : «فكم كربة ذب الزبير بسيفه».