إليها وجدناها؟ قالت : نعم. فصرّرها صررا ، وكتب فيها : كلوا هنيئا مريئا. فجعل يأتى أهل البيت الذى يرى أنهم فقراء ، فليقيها إليهم ، حتى أنفذها. قال : فلما احتاجوا ، قالت امرأته : لو جئتنا من تلك الدنانير فأنفقناها؟ ، فجعل يسوّفها ، فقالت : أراك والله قد فعلت ، قال : أجل ، والله لقد فعلت. وقد بلغنى أن فقراء المؤمنين ، يدعون قبل أغنيائهم بخمسمائة عام ، وما أحب أن لى الدنيا وما عليها ، وإنى من الزّمرة الآخرة ، ولقد بلغنى أن المرأة من الحور العين ، لو أشرفت على أهل الدنيا ، لملأت الدنيا ريح المسك ؛ ولأن أدعكنّ لهنّ ، أحب إلىّ أن أدعهنّ لكنّ. انتهى.
قال ابن عبد البر : روى أنه لما اجتمعت الروم يوم اليرموك ، واستغاث أبو عبيدة بعمر ، فأمده بسعيد بن عامر بن حذيم ، فهزم الله المشركين بعد قتال شديد.
وقيل : لما مات أبو عبيدة ، ومعاذ ، ويزيد بن أبى سفيان ، ولّى عمر سعيد بن عامر حمصا ، فلم يزل عليها حتى مات.
قال الهيثم بن عدى : كان سعيد بن عامر أميرا على قيساريّة. وقال غيره : استخلف عياض بن غنم الفهرى ، سعيد بن عامر ، فأقره عمر رضى الله عنه.
واختلف فى وفاته ، فقيل سنة تسع عشرة ، وقيل سنة عشرين. وقيل سنة إحدى وعشرين ، وهو ابن أربعين سنة.
وكانت وفاته بحمص ، وقيل بقيساريّة (١) ، وقيل بالبرقة ، حكاهما الكاشغرىّ.
وله عن النبى صلىاللهعليهوسلم حديث : «يدخل فقراء المهاجرين الجنة قبل الناس بسبعين عاما».
روى عنه عبد الرحمن بن سابط ، ولا عقب له ، وقد أدخل ابن الكلبى فى نسبه ، بين سلامان وربيعة ، عويجا ، وهو خطأ ، لأن الزبير بن بكار قال : قوم يخطئون فى نسبه فيقولون : سلامان بن عويج بن ربيعة ، وذلك خطأ. عويج وربيعة ولوذان : بنو سعيد بن جمح. فأما عويج ، فلم يكن له ولد إلا بنات ، إحداهن سعدى أم عبد الله بن جدعان.
١٢٩٢ ـ سعيد بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن على بن عبد الحكيم الزواوى المليانى ، يكنى أبا عثمان :
سمع على العماد عبد الرحمن بن محمد بن على الطبرى صحيح مسلم ، بفوت يسير ،
__________________
(١) قيسارية : بالفتح ثم السكون ، وسين مهملة ، وبعد الألف راء ثم ياء مشددة : مدينة كبيرة عظيمة فى بلاد الروم وهى كرسى ملك بنى سلجوق ملوك الروم أولاد قلج أرسلان.
انظر : معجم البلدان ٤٢١ / ٤.