سمع منه : يحيى بن سعيد القطان ، وأحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه ، ومحمد بن يحيى الذهلى ، والحميدى ، والبخارى ، وأبو داود ، وأبو مسلم الكجّى ، وأبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحى ، وهو خاتمة أصحابه ، وبين وفاته ووفاة القطان مائة وسبع وستون سنة ، وهذا النوع يسميه المحدثون : السابق واللاحق.
وروى عنه خلق ، منهم : أبو حاتم ، وقال : سليمان بن حرب ، إمام من الأئمة ، كان لا يدلس ، ويتكلم فى الرجال والفقه ، وليس بدوين عفان ، ولعله أكبر منه. وقد ظهر من حديثه نحو من عشرة آلاف ، ما رأيت فى يده كتابا قط.
ولقد حضرت مجلسه ببغداد ، فحزروا من حضر مجلسه أربعين ألف رجل ، وكان مجلسه عند قصر المأمون. انتهى.
وروى الصّولىّ بسنده إلى يحيى بن أكثم ، أنه لما قدم من البصرة ، قال له المأمون : من تركت بها؟ فوصف له مشايخ ، منهم سليمان بن حرب ، وأثنى عليه ، فأمره بحمله إليه ، فقدم ، وحضر إلى مجلسه ، فظهر فيه فضله ، فما قام حتى ولاه المأمون قضاء مكة ، فخرج إليها.
قال الخطيب : وليها سنة أربع عشرة ومائتين ، وعزل سنة تسع عشرة.
قال ابن اسعد : توفى بالبصرة لأربع بقين من ربيع الآخر ، سنة أربع وعشرين ومائتين. انتهى.
وبجيد : بباء موحدة مضمومة وجيم وياء مثناة من تحت ودال. كذا ذكر صاحب الكمال. ووجد ذلك بخط جماعة من الحفاظ ، ووجدت بخط المحدث تاج الدين أحمد بن مكتوم الحنفى المصرى ، أن النّووىّ ضبطه بموحدة مفتوحة ثم جيم مكسورة ثم ياء مثناة من تحت ثم لام. انتهى.
١٣٣١ ـ سليمان بن خليل بن إبراهيم بن يحيى بن سليمان بن فارس بن أبى عبد الله الكنانى العسقلانى المكى الشافعى ، يكنى أبا الربيع ، ويلقب نجم الدين :
إمام المقام ، وخطيب المسجد الحرام ، ومفتيه. ولد قبل الثمانين وخمسمائة ، على ما ذكر ، وقرأ رواية حفص عن عاصم ، على المقرئ جوبكار المقدم ذكره ، وأجاز له ، وهو أقدم شيوخه.
وسمع على يونس بن يحيى الهاشمى صحيح البخارى ، وعلى زاهر بن رستم جامع الترمذى ، وعلى أبى الفتوح الحصرى مسند الشافعى ، وعلى علىّ بن البنا ، جامع
__________________
١٣٣١ ـ انظر ترجمته فى : (شذرات الذهب ٧ / ٥٢٩).