عنه : أن ناسا من الصحابة كانوا يمرون بالنبى صلىاللهعليهوسلم وهو يسأل عنهم ، فلما مرّ به خالد ، قال : نعم عبد الله خالد بن الوليد ، سيف من سيوف الله (٦). انتهى باختصار.
وكان عمر رضى الله عنه ، يثنى عليه ويترحم عليه بعد موته ؛ لأن الزبير بن بكار روى بسنده قال : دخل هشام بن البخترىّ فى ناس من بنى مخزوم على عمر بن الخطاب رضى الله عنه. فقال له : يا هشام ، أنشدنى شعرك فى خالد بن الوليد ، فأنشده. فقال : قصرت فى الثناء على أبى سليمان رحمهالله ، إنه كان ليحب أن يذلّ الشرك وأهله ، وإن كان الشامت به لمتعرضا لمقت الله ، ثم قال : رحم الله أبا سليمان ، ما عند الله خير له مما كان فيه ، ولقد مات فقيرا وعاش حميدا.
وقال الزبير : قال محمد بن سلام : وحدثنى غير واحد ، وسمعت يونس النحوى يسأل عنه غير مرة [............](٧) أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال : دع نساء بنى المغيرة يبكين أبا سليمان ، ويرقن من دموعهن سجلا أو سجلين ، ما لم يكن نقع أو لقلقة. قال يونس : النقع : هدّ الصوت بالنحيب ، واللّقلقة : حركة اللسان نحو الولولة.
وقال النووى بعد أن ذكر وفاته : وحزن عليه عمر رضى الله عنه ، والمسلمون حزنا شديدا. انتهى.
وقال الزبير : قال محمد بن سلام : حدثنى أبان بن عثمان قال : لم تبق امرأة من بنى المغيرة إلا وضعت لمتها على قبر خالد رضى الله عنه ، يقول : حلقت رأسها.
وقد اختلف فى وفاة خالد رضى الله عنه. فقيل سنة إحدى وعشرين. قاله محمد بن سعد ، ومحمد بن نمير ، وإبراهيم بن المنذر الحزامى ، وغير واحد. وقيل مات سنة اثنتين وعشرين.
__________________
(٦) أخرجه الترمذى ، باب مناقب خالد بن الوليد رضى الله عنه ، حديث رقم (٤٠٠٧) من طريق : قتيبة حدثنا الليث عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبى هريرة ، قال : «نزلنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم منزلا ، فجعل الناس يمرون ، فيقول رسول الله صلىاللهعليهوسلم : من هذا يا أبا هريرة؟ فأقول فلان ، فيقول : نعم عبد الله هذا. ويقول : من هذا؟ فأقول فلان ، فيقول : بئس عبد الله هذا. حتى مر خالد بن الوليد ، فقال : من هذا؟ فقلت : هذا خالد بن الوليد قال : نعم عبد الله خالد بن الوليد سيف من سيوف الله».
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب. ولا نعرف لزيد بن أسلم سماعا من أبى هريرة وهو عندى حديث مرسل.
قال : وفى الباب عن أبى بكر الصديق رضى الله عنه.
(٧) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.