بلسانه ونفسه ، فلما كان يوم الفتح هرب ، فرماه حسان بن ثابت ـ وكان يهاجيه ويهاجى كعب بن مالك ـ ببيت واحد ، وهو :
لا تعدمن رجلا أحلك بغضه |
|
بحران فى عيش أجد لئيم (١) |
فلما بلغه ذلك ، قدم على النبى صلىاللهعليهوسلم ، واعتذر إليه ، فقبل عذره ، وأسلم وحسن إسلامه ، وشهد ما بعد الفتح من المشاهد.
وله أشعار فى مدح النبى صلىاللهعليهوسلم ، والاعتذار إليه ، منها (٢) [من الكامل] :
منع الرقاد بلابل وهموم |
|
والليل معتلج الرواق بهيم |
مما أتانى أن أحمد لا منى |
|
فيه فبت كأننى محموم |
يا خير من حملت على أوصالها |
|
عيرانة سرح اليدين عشوم |
إنى لمعتذر إليك من الذى |
|
أسديت ، إذ أنا فى الضلال مقيم (٣) |
أيام تأمرنى بأغوى خطة |
|
سهم ، وتأمرنى بها مخزوم |
وأمد أسباب الردى ويقودنى |
|
أمر الغواة وأمرهم مشئوم |
مضت العداوة وانقضت أسبابها |
|
وأتت أياصر بيننا وحلوم (٤) |
فاغفر فدا (٥) لك والدى كلاهما |
|
وارحم فإنك راحم مرحوم |
وعليك من سمة المليك علامة |
|
نور أغر وخاتم مختوم |
أعطاك بعد محبة برهانه |
|
شرفا وبرهان الإله عظيم |
وله أيضا فى الاعتذار إلى النبى صلىاللهعليهوسلم ، من قصيدة (٦) [من الكامل] :
سرت الهموم فبتن كالسقم |
|
ودخلن بين الجلد والعظم (٧) |
ندما على ما كان من زللى (٨) |
|
إذ كنت فى فتن من الإثم |
__________________
(١) فى الاستيعاب ترجمة ١٥٥١ :
لا تعد رجلا أحلك بغضه |
|
نجران فى عيش أجد أثيم |
وانظر البيت فى : (الإصابة ترجمة ٤٦٩٧ ، أسد الغابة ترجمة ٢٩٤٦)
(٢) انظر : الاستيعاب ترجمة ١٥٥١.
(٣) فى الاستيعاب ترجمة ١٥٥١ :
إنى لمعتذر إليك من التى |
|
أسديت إذ أنا فى الضلال أهيم |
(٤) فى الاستيعاب ترجمة ١٥٥١ :
وأنت أواصر بيننا وحلوم
(٥) فى الاستيعاب : «فدى».
(٦) انظر : الاستيعاب ترجمة ١٥٥١ :
(٧) فى الاستيعاب :
سرت الهموم بمنزل السهم |
|
إذ كن بين الجلد والعظم |
(٨) فى الاستيعاب : «زلل».