نحن بقبور سبعة عن أيماننا ؛ فقال : ما هذه القبور؟ فقالوا : يا أمير المؤمنين إن خبّاب بن الأرت ، توفى بعد مخرجك إلى صفين ، فأوصى أن يدفن فى ظاهر الكوفة ، وكان الناس إنما يدفنون موتاهم فى أفنيتهم ، وعلى أبواب دورهم ، فلما رأوا خبّابا أوصى أن يدفن بالظهر ، دفن الناس. فقال على رضى الله عنه : رحم الله خبابا ، أسلم راغبا ، وهاجر طائعا ، وعاش مجاهدا ، وابتلى فى جسده ، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملا.
ثم قال ابن الأثير : وقال بعض العلماء : إن خبّاب بن الأرتّ لم يكن قينا ، وإنما القين ، خبّاب مولى عتبة بن غزوان ، والله أعلم. ولعلهما قينان ، فينتفى التنافر ، فإن غير واحد قال فى ابن الأرتّ : كان قينا. والله أعلم.
وقال النووى فى ترجمة خباب : روى عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم اثنتين وثلاثين حديثا ، اتفق البخارى ومسلم منها على ثلاثة ، وانفرد البخارى بحديثين ، ومسلم بحديث ، وذكر جماعة من الرواة عنه ، وذكرهم المزّىّ بزيادة ، وقال : روى له الجماعة.
١١٢٠ ـ خبّاب ، مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة :
أدرك الجاهلية. واختلف فى صحبته. روى عن النبى صلىاللهعليهوسلم : «لا وضوء إلا من صوت أو ريح» (١).
روى عنه صالح بن حيوان ، وبنوه ، منهم : السائب بن خبّاب أبو مسلم ، صاحب المقصورة ، ذكره هكذا ابن عبد البر. وقال ابن الأثير : خباب أبو السائب. روى عنه السائب ابنه ، يعدّ فى أهل الحجاز. روى حديثه عبد الله بن السائب بن خبّاب عن أبيه عن جده ، قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يأكل قديدا ويشرب من فخارة. أخرجه ابن مندة وأبو نعيم ، وأخرجه أبو عمر ، فقال : خباب ، مولى فاطمة بنت عتبة ، فذكر ما سبق عن ابن عبد البر ، ثم قال : وإنما أفردت قول أبى عمر ، فربما ظنه ظان ، غير خباب أبى السائب. وهو هو.
قال البخارى : السائب بن خباب أبو مسلم ، صاحب المقصورة. ويقال : مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة القرشى. انتهى.
__________________
١١٢٠ ـ انظر ترجمته فى : (أسد الغابة ٢ / ١٠٠ ، الاستيعاب ترجمة ٦٤٩ ، الإصابة ترجمة ٢٢٢١).
(١) أخرجه أحمد بن حنبل فى مسنده (١٥١٣٧) من طريق : عبد الله حدثنى أبى ثنا يحيى بن إسحاق أنا ابن لهيعة عن محمد بن عبد الله بن مالك أن محمد بن عمرو بن عطاء حدثه قال : رأيت السائب يشم ثوبه فقلت له : مم ذاك؟ فقال : إنى سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «لا وضوء إلا من ريح أو سماع».