خبابا قينا يطبع السيوف ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يألفه ويأتيه ، فأخبرت مولاته بذلك ، فكانت تأخذ الحديدة المحماة فتضعها على رأسه ، فشكا ذلك إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : اللهم انصر خبّابا. فاشتكت مولاته أم أنمار رأسها ، فكانت تعوى مثل الكلاب ، فقيل لها : اكتوى ، فكان خبّاب يأخذ الحديد المحماة فيكوى بها رأسها. انتهى.
وقال ابن عبد البر : كان فاضلا من المهاجرين الأولين ، شهد بدرا وما بعدها من المشاهد ، مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ثم قال : نزل الكوفة ، ومات بها سنة سبع وثلاثين ، منصرف علىّ رضى الله عنه من صفّين ، وقيل : بل مات سنة تسع وثلاثين ، بعد أن شهد مع علىّ رضى الله عنه صفّين والنّهروان ، وصلى عليه على بن أبى طالب رضى الله عنه ، وكان سنّه إذ مات ثلاثا وستين سنة. وقيل بل مات خبّاب سنة تسع عشرة بالمدينة ، وصلى عليه عمر رضى الله عنه. انتهى.
قال ابن الأثير : قلت الصحيح أنه مات سنة سبع وثلاثين ، وأنه لم يشهد صفين ، فإن مرضه كان قد طال به ، ومنعه من شهودها.
وأما خباب الذى مات سنة تسع عشرة ، هو مولى عتبة بن غزوان. ذكره أبو عمر أيضا. انتهى.
وذكر ابن الأثير كلاما فى الدلالة على أن خبّابا مولى عتبة بن غزوان ، غير خباب بن الأرت ؛ لأن ابن مندة وأبا نعيم ، ذكرا أن ابن الأرت مولى عتبة بن غزوان ، وأجاد ابن الأثير فى ذلك.
ونقل عن ابن عبد البر ، ما نقلناه عنه فى وفاة خباب ، إلا القول بأنه توفى سنة تسع وثلاثين ، ونقل عنه أنه مات وعمره ثلاث وسبعون. كذا رأيت فى نسخة من كتاب ابن الأثير ، وهو يخالف ما نقلناه عن ابن عبد البر. وفى النسخة التى رأيتها من كتابيهما سقم كثير ، سيما كتاب ابن الأثير.
وفى تهذيب الكمال قولان فى مبلغ عمره ، هل هو ثلاث وستون سنة أو ثلاث وسبعون ، وصدر كلامه بالأخير ، ولم يذكر فى وفاته إلا القول بأنها فى سنة سبع وثلاثين. وقال النووى فى ترجمته : وقال بعضهم : توفى سنة تسع عشرة وغلطوه. انتهى.
وقال ابن الأثير ، بعد أن ذكر شيئا من خبر خبّاب : ونزل الكوفة ومات بها ، وهو أول من دفن بظهر الكوفة من الصحابة رضى الله عنهم ، ثم قال : قال زيد بن وهب : سرنا مع علىّ رضى الله عنه ، حين رجع من صفين ، حتى إذا كان عند باب الكوفة ، إذا