عاليا ـ ويعقوب بن سفيان الفسوى ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، وخلق. روى له أبو داود ، والترمذى ، والنسائى.
قال أبو حاتم : أثبت الناس فى ابن عيينة : الحميدى ، وهو رئيس أصحابه ، وهو ثقة إمام. وقال أحمد بن حنبل : الحميدى عندنا إمام.
وقال الفسوى : ما لقيت أنصح للإسلام وأهله منه. وذكره ابن عبد البر فى فقهاء مكة ، من أصحاب الشافعى.
قال ابن سعد : مات سنة تسع عشرة بمكة ، وكذا أرخ البخارى وفاته ، والمراد بتسع عشرة : تسع عشرة ومائتين.
١٥٢٥ ـ عبد الله بن زرارة بن مصعب بن شيبة بن جبير بن شيبة بن عثمان الحجبى المكى :
روى عنه أحمد بن محمد بن الأزرقى ، ويوسف بن محمد بن إبراهيم العطار المكيان.
روينا عن الأزرقى محمد بن عبد الله فى تاريخه قال : حدثنى جدى قال : سمعت عبد الله ابن زرارة بن مصعب بن شيبة بن جبير بن شيبة بن عثمان يقول : حضرت الوفاة فتى منا من أصحابنا من الحجبية بالبوباة من قرن ، فاشتد عليه الموت جدا ، فمكث أياما ينزع نزعا شديدا ، حتى رأوا منه ما غمهم وأحزنهم من شدة كربه ، فقال له أبوه : يا بنى ، لعلك أصبت من هذا الأبرق شيئا ـ يعنى مال الكعبة ـ قال : نعم يا أبه ، أربعمائة دينار ، فقال أبوه : اللهم إن هذه الأربعمائة دين علىّ فى أنضر مالى للكعبة أؤديها إليها ، ثم انحرف إلى أصحابنا فقال : اشهدوا أن للكعبة علىّ أربعمائة دينار ، فسرى عن الغلام ، ثم لم يلبث الفتى أن مات ، قال أبو الوليد : وسمعت يوسف بن إبراهيم بن محمد العطار ، حدث عن عبد الله بن زرارة ، أن مال الكبعة كان يدعى الأبرق ، ولم يخالط مالا قط ، إلا محقه ، ولم يزرأ أحد قط منه من أصحابنا ، إلا بان النقص فى ماله ، وأدنى ما يصيب صاحبه ، أن يشدد عليه الموت. قال : ولم يزل من مضى من أصحابنا من مشيخة الحجبة ، يحذرونه أبناءهم ويخوفونهم إياه ، ويوصونهم بالتنزه عنه ويقولون : لم تزالوا بخير ما دمتم أعفة عنه ، وإن كان الرجل ليصيب منه الشىء ، فيضعه ذلك عند الناس. انتهى.
ووقع فى الخبر الثانى : يوسف بن إبراهيم بن محمد العطار ، وقد ذكره الأزرقى على عكس هذا ، وهو يوسف بن محمد بن إبراهيم ، وهذا والله أعلم أصوب ، لأن الأزرقى ذكره هكذا فى غير موضع ، وكذلك الفاكهى.