هل أنذرتك يقينا وقت زورتها |
|
أو بشرتك بعمر غير منفصل |
هيهات هيهات ما الدنيا بباقية |
|
ولا الزمان بما أمّلت فيه ملى |
لا تحسبن الليالى سالمت أحدا |
|
صفوا فما سالمت إلا على دخل |
ولا يغرنك ما أوليت من نعم |
|
فهل رأيت نعيما غير منتقل |
كم من فتى جبرته بعد كسرته |
|
فقابلته بجرح غير مندمل |
إلام ترفل فى ثوب الغرور على |
|
بساط لهوك بين التيه والجذل |
والشيب وافاك منه ناصح حذر |
|
فما به كنت إلا غير مهتبل |
ولم ترع منه بل أصبحت تنشده |
|
إنى اتهمت نصيح الشيب فى عذل |
وسرت تطلب حظ النفس من سفه |
|
فبهجة العمر قد ولت ولم تصل |
ومال عصر التصابى منك مرتحلا |
|
وأنت عن جانب التسويف لم تمل |
عيب بمثلك تسويف على كبر |
|
وحالة عن طريق الغى لم تحل |
أقسمت بالله لو أنصفت نفسك ما |
|
تركتها باكتساب الوزر فى ثقل |
أما علمت بأن الله مطلع |
|
على الضمائر والأسرار والحيل |
وكل خير وشر أنت فاعله |
|
يحصى ولو كنت فى الأستار والكلل |
أما اعتبرت بترداد المنون إلى |
|
هذى الخليقة فى سهل وفى جبل |
وسوف تأتى بلا شك إليك فما |
|
أخرت عمن مضى إلا إلى أجل |
لكنه غير معلوم لديك فخذ |
|
بالحزم وانهض بعزم منك مكتمل |
دع البطالة والتفريط وابك على |
|
شرخ الشباب الذى ولى ولم يطل |
ولم تحصل به علما ولا عملا |
|
ينجيك من هول يوم الحادث الجلل |
وابخل بدينك لا تبغى به عوضا |
|
ولو تعاظم واحذر بيعة السفل |
واتل الكتاب كتاب الله منتهيا |
|
عما نهى وتدبره بلا ملل |
وكل ما فيه من أمر عليك به |
|
فهو النجاة لتاليه من الظلل |
ولازم السنة الغراء تحظ بها |
|
وعد عن طرق الأهواء واعتزل |
وجانب الخوض فيما لست تعلمه |
|
واحفظ لسانك واحذر فتنة الجدل |
وكن حريصا على كسب الحلال ولو |
|
حملت نفسك فيه غير محتمل |
واقنع تجد غنية فى كل مسألة |
|
ففى القناعة عز غير مرتحل |
واطلب من الله واترك من سواه تجد |
|
ما تبتغيه بلا منّ ولا بدل |
ولا تداهن فتى من أجل نعمته |
|
يوما ولو نلت منه غاية الأمل |
واعمل بعلمك لا تهجره تشق به |
|
وانشره تسعد بذكر غير منخذل |