١١٨١ ـ رامشت بن الحسين بن شيرويه بن الحسين بن جعفر الفارسى ، يكنى أبا القاسم ، واسمه إبراهيم ، وإنما اشتهر برامشت ، ولذلك ذكرناه هنا :
كان من أعيان تجار العجم وخيارهم ، له فى الكعبة وفى الحرم ومكة المشرفة آثار تحمد.
منها : الرباط المشهور بمكة عند باب الحزورة من المسجد الحرام ، وقفه على جميع الصوفية الرجال دون النساء ، أصحاب المرقّعة ، من سائر العراق ، سنة تسع وعشرين وخمسمائة ، كما فى الحجر الذى على بابه الذى بالمسجد ، ووقفت على كتاب وقفه ، وأظنه عندى.
وقد خرب كثيرا لما احترق المسجد فى آخر شوال سنة اثنتين وثمانمائة ، فتطوع بعمارته غير واحد ، أعظمهم جدوى فى ذلك ، الشريف حسن بن عجلان صاحب مكة ، فإنه بذل لعمارته مائتى مثقال ذهبا ، فأزيل بها غالب ما كان فيه من الشعث ، أثابه الله.
ومنها : أنه عمل للكعبة المعظمة ميزابا وزنه سبعون منا ، وصل به بعد موته ، خادمه مثقال ، مع مكبّة للمقام ، ومجمرتين ، وركب الميزاب فى الكعبة ، ثم قلع وأبدل بميزاب أنفذه الخليفة المقتفى العباسى ، كما ذكرنا فى تأليفنا «شفاء الغرام ومختصراته».
ومنها : أن فى سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة ، كسى الكعبة المعظمة ، لما لم يصل لها كسوة من جهة الخليفة ، لاشتغاله بالحرب الذى كان بينه وبين الملك السلجوقى إذ ذاك ، وكانت كسوة رامشت بثمانية عشر ألف مثقال مصرية ، على ما ذكر ابن الأثير ، وذكر أنها من حبرات وغيرها.
ورأيت فى بعض التواريخ ، أن كسوة رامشت للكعبة ، استقامت عليه بستة آلاف دينار وأنه كساها فى سنة إحدى وثلاثين.
ومن مآثره فى الحرم ، حطيم عمله لإمام الحنابلة بالمسجد الحرام ، على ما ذكر ابن جبير فى أخبار رحلته ؛ لأنه قال فيها : وللحنبلى حطيم معطل ، وهو قريب من حطيم الحنفى ، وهو منسوب إلى رامشت ، أحد الأعاجم ذوى الثراء. وكانت له فى الحرم آثارا كريمة من النفقات ، رحمهالله تعالى. انتهى.
توفى رامشت هذا ، فى شعبان سنة أربع وثلاثين وخمسمائة ، وحمل إلى مكة ، فوصل
__________________
١١٨١ ـ انظر ترجمته فى : (الكامل لابن الأثير ٨ / ٣٦٣).