قريبة منهما ، أن تقبل بإذن الله تعالى ، فانشقت اثنتين ، فأقبلت على نصف شقّها ، حتى كانت بين يدى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال له ركانة : لقد أريتنى عظيما ، فمرها فلترجع ، فأخذ عليه العهد ، لئن أمرها فرجعت ، ليسلمن ، فأمرها فرجعت ، حتى التأمت مع شقها الآخر ، فلم يسلم. انتهى بالمعنى من كتاب ابن الأثير.
وهذه القصة كانت بمكة على ما قيل ، والمسجد الذى يقال له مسجد الشجرة ـ بأعلى مكة ـ منسوب إلى الشجرة التى اتفقت فيها هذه الآية ، وخبرها أبسط من هذا فى أخبار مكة للفاكهى ، وليس مسجد الشجرة معروفا الآن.
وأما امرأة ركانة التى طلّقها البتة ، فهى سهيمة بنت عويمر ، وقد ردها إليه النبىصلىاللهعليهوسلم ، على تطليقتين ، بعد أن استحلفه أنه يريد بالبتة واحدة ، وكان ذلك بالمدينة.
وقد ذكر الزبير شيئا من خبر ركانة ؛ لأنه قال : وركانة بن عبد يزيد ، الذى صارع النبى صلىاللهعليهوسلم بمكة قبل الإسلام ، قال : وكان أشد الناس ، فقال : يا محمد ، إن صرعتنى آمنت بك ، فصرعه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : أشهد أنك نبى ، ثم أسلم بعد ، وأطعمه رسول اللهصلىاللهعليهوسلم خمسين وسقا بخيبر ، ونزل ركانة المدينة ، ومات بها فى أول خلافة معاوية بن أبى سفيان. انتهى.
وذكر صاحب الاستيعاب ، وصاحب الكمال ، أنه توفى سنة اثنتين وأربعين ، وقيل توفى فى خلافة عثمان : رضى الله عنه. حكاه النووى فى التهذيب ، وسبقه إلى ذلك ابن الأثير فى أسد الغابة.
وأما قول أبى نعيم : إنه سكن المدينة ، وبقى إلى خلافة عثمان ـ رضى الله عنه ـ فإنه لا ينبئ عن موته فى خلافة عثمان ، فإن كان ابن الأثير اعتمد على ذلك فى موته فى خلافة عثمان ، ففيه نظر. ويقال إنه توفى سنة إحدى وأربعين ، ذكر هذا القول صاحبنا الحافظ ابن حجر متصلا بما ذكرناه عن أبى نعيم ، ولعله من كلامه ، والله أعلم ، فيكون قولا ثالثا فى وفاته. والله أعلم.
قال النووى : وهو ركانة ـ بضم الراء وتخفيف الكاف وبالنون ـ وليس فى الأسماء ركانة غيره ، هكذا قاله البخارى وابن أبى حاتم وغيرهما ، وقال : روى عنه ابنه يزيد ، وابن ابنه على ، وأخوه طلحة. انتهى.
قال الزبير : ومن ولده : على بن يزيد بن ركانة ، وكان علىّ أشد الناس ، وكان له مجد يضرب به المثل ، يقال للشىء إذا كان ثقيلا : أثقل من مجد بن ركانة. انتهى.