فنّها فريدة ، وعمل لي أبيات اقترحتها عليه في بعض الأوقات فصادفت ولاء عظيما فخطبها عندي عظيما ، فمنها :
حتام اجتهد في الحطام وأرغب |
|
وعلام لا أبكي الزمان وأندب |
أسرتني الشهوات إما منصب |
|
أو ملبس أو مأكل أو مشرب |
سودت بيض صحائفي بقبائح |
|
تحصي علي الزمان وتكتب |
بعد ما تفوت الأربعين لعاقل |
|
في هذه الدنيا لعمري مطلب |
ومنهم الفاضل الرئيس ، شيخ التّدريس القاضي بدر الدين الحمراوي ، سيّد كبير ، ومفنن نحرير ، أخذ عن شيخ الإسلام علاء الدين الرّسّام ، وله في معرفة الشروط قلم جيد ، ولسان مبسوط ، وهو من الإخوان الأقدمين والأخيار المقرّبين ، وحججنا جملة عدة ، ولمّا تولّيت القضاء فوّضت إليه أمور المسلمين وصار هو المشار إليه مدّة سنين ، ثمّ وقع في قلبه شيء من الحسد ، إذ الحسد في كل جسد ، فظنّ الرّعاع أنّ ما بيننا من المودّة قد فسد ، فعلمت أنّ الشيطان قد نزع بيننا فقلت التي هي أحسن ، فأصلح الله حالنا ، ودفع كيد الشيطان ، وعدنا ولله الحمد إخوانا وودنا كما كان ، وآثرته بتدريس البلد ، فأسفى السبب المقتضي للحسد ، ولو ذكرنا الموت لهانت علينا جميع الأشياء ، وكل ما الناس فيه فمصيره إلى الفناء.
ومنهم الخطيب صاحب الطريق الأحسن ، المشتغل في كثير من الفنون ، شمس الدين ابن ميّاس ، خطيب عين الزيتون ، تخرّج بشيخ الإسلام علاء الدين بن الرّسّام ، اجتهد وجدّ حتّى نبل واعتدّ ، وله بالفرائض معرفة جيدة ، وولي القضاء بجهات متعددة ، ثم اجتمع على الإنابة وقنع بالخطابة.
وممن ورد على صفد وأقام حتّى عدّ من أهلها لطول المقام الشيخ الإمام ، أحد فقهاء الأنام ، شرف الدين منصور بن جماعة ذو الفضيلة