بشارة ذلك ووقفوا موقف المعارض لنوروز الحافظي المتغلب على دمشق ، فخرج «ومعه العسكر إلى قصد قتال ابن بشارة» (١١٦).
وثابر بنو بشارة على موقفهم فقد كانوا سنة ٨١٠ ه / ١٤٠٨ م بقيادة ثلاثة إخوةهم : حسين ومحمد وحسن بصحبة قوات نائب صفد الأمير بكتمر شلق التي تصدرت لنوروز الحافظي لدى محاولته الاستيلاء على صفد (١١٧).
واستغل بنو بشارة حالة الفوضى والاضطراب التي سادت الشام ، وديار صفد ، فعاثوا سنة ٨١١ ه / ١٤٠٩ م فسادا في الأجزاء الشمالية من نيابة صفد وأضروا بالسكان ، وهزموا الجند الذين خرجوا ضدهم (١١٨).
واشترك بنو بشارة سنة ٨١٢ ه / ١٤١٠ م إلى جانب فرج بن برقوق في حربه ضد جماعة شيخ المحمودي بعدما تفجر الخلاف بينهما من جديد ، وكان مع فرج في حربه من البداة بنو حارثة بقيادة الحسن بن القاسم وغيرهم من أبناء العشائر ، وانتصر فرج هذا العام ، الأمر الذي استغله بنو بشارة فنهبوا المنطقة وعاثوا فسادا في الأجزاء الشمالية الشرقية من النيابة (١١٩).
وكانت قد تأصلت في بلاد الشام مناصب بين القبائل البدوية ، كان منها إمرة عرب الشام ، ومقدمية عرب منطقة من المناطق ، وهذا ما عمل به في نيابة صفد ، فقد وجد منصب سمي مقدميه عرب صفد أو «تقدمة العشير» ويرجح قيام تنافس بين حارثة وبشارة على هذا المنصب ، فلقد رأينا الحسن بن قاسم بن متيريك يحمل هذا اللقب في حين حمل سلفه لقب أمير ، والإمارة كما هو معلوم أعلى مرتبة وأهم مكانة ، وقد احتلت تقدمة العشير في النظام المملوكي المرتبة الرابعة والأخيرة بين وظائف أصحاب السيوف ، ويبدو أنه توجب على مقدم العربان في نيابة صفد أن