وعلى الرغم مما حل بمتيريك ، فإنه تابع نشاطه وغاراته حتى اعتقله سودون الحمزاوي نائب صفد في شوال سنة ٨٠٤ ه / أيار / مايو ١٤٠٢ م ، ثم قام في صفر من العام التالي ٨٠٥ ه / ايلول / سبتمبر ١٤٠٢ م بقتله والتمثيل بجثته (١١٢).
ولا ندري من خلف متيريك في إمارة حارثة ، وكل ما وصلنا هو أنه في سنة ٨٠٩ ه / ١٤٠٧ م ، جرى صلح بين فرج بن برقوق وشيخ المحمودي ، وغلب على دمشق الأمير نوروز الحافظي ، وبلغ نوروز تحرك برقوق نحو الشام فجهز الأمير سودون المحمدي في عسكر إلى الرملة ، وأمره بشنق فواز أمير عرب حارثة فشنق (١١٣).
ولعل الأمير فواز هذا كان من أولاد متيريك ، ويبدو أن إمارة حارثة صارت من بعده إلى الحسن بن قاسم بن متيريك ، وورد ذكر الحسن بن قاسم في أخبار الصراع الذي دار حول صفد بين السلطان فرج بن برقوق وشيخ المحمودي سنة ٨١٢ ه / ١٤١٠ م ، وقد وقف إلى جانب فرج بن برقوق ، ولعله نتيجة لذلك منح لقب «مقدم» فهذا ما قرن به اسمه لدى الحديث عنه (١١٤).
ليس في المصادر بعد هذا إشارات لبني حارثة ، ولا نعرف بالتأكيد ما آل إليه أمرها ، فقد تكون قد جلت عن ديار صفد أو تغير اسمها.
(ب) بشارة : وأما بالنسبة لقبيلة بني بشارة فليس لدينا خبر موثق حول أصلها وإلى من انتمت ، وأول ظهور مدون لها جاء في أحداث سنة ٨٥٧ ه / ١٤٠٥ م لدى ذكر حملة شيخ المحمودي على صفد ، فقد كان بصحبته «أحمد بن بشارة» وعشرانه (١١٥). ولعل في وقوف هذه القبيلة في الصف المعارض للذي وقفت حارثة إلى جانبه ما يوحي أنها كانت من أصل قيسي.
وبعد تصالح شيخ المحمودي والسلطان فرج بن برقوق ، أيد بنو