حدودها في كتابة التعريف بالمصطلح الشريف وهو أقدم كتاب في بابه ، وخصها بقوله :
«وأما بلاد صفد : فحدها من القبلة الغور حيث جسر من وراء طبرية ومن الشرق الملاحة الفاصلة بين بلاد الشقيف وبين حولة بانياس ، ومن الشام نهر ليطاني ومن الغرب البحر ، وولاياتها : الشقيف وهو الشقيف الكبير المسمى بأرنون وهو قلعة منيفة منيعة ، ولها بر له وال ، وولاية جينين ، وولاية عكا ، وولاية الناصرة ، وولاية صور» (٥).
وعدد صدر الدين محمد بن عبد الرحمن العثماني في كتابه تاريخ صفد الذي نقدم له أعمال نيابة صفد التي تكونت منها وأفاد أن حدودها «وقد امتدت من عثليت» (٦). ونقل أحمد بن علي القلقشندي في كتابه صبح الأعشى ما ذكره ابن فضل الله العمري دونما إضافات (٧).
ووصف خليل بن شاهين الظاهري نيابة صفد في كتابه زبدة كشف الممالك لكنه لم يبين حدودها (٨). هذا ويلاحظ أن ابن فضل الله العمري حين جعل من الليطاني حد المملكة الشمالي لم يعرف أن عمل الشقيف وقع إلى الشمال من هذا النهر ، أضف إلى هذا أن طبرية كلها كانت تابعة لصفد مع معظم منطقة الناصرة ومرج ابن عامر وثلاثة أرباع عمل عثليت ، وعلى هذا فإن جسر الصنبرة لم يمثل حدها الجنوبي ، ويبدو أن ابن فضل الله العمري كان ينقل ما جاء في مصادر مبكرة ، أضف إلى هذا كله أن «حولة» بانياس مثلت الحد الجنوبي الشرقي لنيابة صفد وليس الحد الشرقي.
وعلى هذا يبدو أن حدود نيابة صفد كانت في أقصى اتساعها في العصر المملوكي كما يلي : حدها من الغرب البحر المتوسط ، ومن الشمال حوض نهر الزهراني ، ومن الشرق طرف مرجعيون امتدادا حتى نهر الحاصباني ، ثم مجرى نهر الأردن حتى جسر الصنبرة ، ومن الجنوب أطراف مرج ابن عامر حتى البحر المتوسط.