ومن الواضح أن أراضي نيابة صفد هذه قد احتلت مكانا استرتيجيا في وسط بلاد الشام ، وكانت تمتلك من الموارد والإمكانات ما يقوم بأودها ويمكنها من شغل دورها الذي أقيمت بالأصل لأدائه في مواجهة مملكة عكا وبقية الممتلكات الصليبية في ساحل الشام لكي تتفرغ دمشق للقيام بأعباء التصدي للخطر المغولي.
ومن الممكن تقسيم أراضي النيابة إلى الأقسام الجغرافية التالية :
(أ) السهل الساحلي.
(ب) الهضاب والمرتفعات الجبلية.
(ج) السهول الداخلية.
(د) منخفض الغور.
ومن المقرر أن السهل الساحلي هو جزء من سهول الشام الساحلية ، وهو يمتد باتجاه الشمال الشرقي من جانب والجنوب الغربي من الجهة المقابلة ، وتتخلله بعض الرؤوس والخلجان البحرية مثل : رأس صور ، ورأس الناقورة ، وخليج عكا ، وخليج عثليت.
وبشكل عام ، كان السهل الساحلي خصبا ، وفير المياه ، كثير المزروعات ، أضف إلى ذلك أن البحر وفر لسكانه موارد رزق من أسماكه ، ومما حمل على ظهره من تجارات وبضائع.
ونظرا لقرب المنطقة الجبلية من البحر المتوسط فقد كانت هي أيضا تملك إمكانات زراعية جيدة ، ويلاحظ أن إمكانات السهول الداخلية كانت هي أيضا جيدة تتدفق فيها المياه ، وتتمتع بمناخ مناسب لإنتاج أنواع كثيرة من المزروعات (٩).
اكتملت رقعة نيابة صفد بعد عام ٦٩٠ ه / ١٢٩١ م إثر تحرير عكا وعثليت وتصفية الوجود الصليبي. وقد تألفت من الأقسام الإدارية