وبعد وفاة حسن بن أحمد بن بشارة لا ندري إلى من آلت المقدمية ، حيث ليس في المصادر المتوفرة حديث حول ذلك ، فقد وردت إشارة إلى وقوف آل بشارة إلى جانب تنبك البجاسي نائب دمشق في عصيانه على السلطان الأشرف برسباي سنة ٨٢٧ ه / ١٤٢٥ م ، وأن وقائع الصراع قامت في البداية حول صفد (١٢٧).
واستمر بنو بشارة يشغلون مكانة عالية بين قبائل نيابة صفد يهادنون السلطات المملوكية حينا ويهاجمونها حينا آخر ، ويقومون بأعمال النهب وتعريض الأمن للاضطراب ، ففي سنة ٨٥٣ ه / ١٤٤٩ م صدرت أوامر السلطان بقتل نجم الدين حسن ابن بدر الدين محمد بن ناصر الدين بن بشارة وذلك بعدما أمضى مقدما للعشير أربع سنوات ، أثار خلالها غضب السلطان ونقمته لما قام به من سلب ونهب (١٢٨).
واستمر التعامل بين آل بشارة والسلطنة بين مد وجزر ، وامتد نفوذ آل بشارة حتى تجاوز نيابة صفد ، وقد أوكلت السلطنة إليهم حماية السواحل وكشفها ، وحدث في سنة ٨٥٥ ه / ١٤٥١ م أن قامت البحرية الإسبانية بمهاجمة صور فتولى ابن بشارة مقدم العشير في بلاد صفد صدها (١٢٩).
وتمركزت قوى بشارة في منطقة جبل عاملة ، ومع نهاية العصر المملوكي اشتبكت بصراعات مع قبائل أخرى ، وباتت هذه الصراعات تتعلق بتاريخ لبنان في بدايات العصر العثماني وليس بتاريخ نيابة صفد (١٣٠).
لقد وجد إلى جانب حارثة وبشارة قبائل أقل شأنا أسهمت بدور في إحداث الصراعات ووردت إشارات عابرة إليها ، لكن هذه الإشارات لا تمكن الباحث من معرفة أوضاعها ولا أماكن استقرارها وإلى من انتسبت ، هذا ولا نعلم المذاهب التي انتمت إليها هذه العشائر خاصة