آل بشارة ، ويرجح أنهم كانوا من السنة ، لكنهم بعدما استقروا بجبل عاملة تأثروا بالتشيع ثم أخذوا به (١٣١).
وكان في نيابة صفد بعض المجموعات العشائرية من التركمان ، والأكراد ، وبقايا المغول ، ويمكن أن نضيف إليهم أفراد المماليك من ترك وشركس ، ويبدو أن أعداد هؤلاء جميعا كانت قليلة ، وأنهم ذابوا بشكل طبيعي بين صفوف سكان النيابة العرب (١٣٢).
ولقد اتضح مما تقدم مدى أهمية نيابة صفد في العصر المملوكي ، وقد دفع هذا إلى جعلها موضوعا لرسائل جامعية ، وهذا ما تحقق في لبنان والأردن ، وفي أثناء البحث في تاريخ هذه النيابة نجد أن بداية هذا التاريخ قد ارتبط بالسلطان بيبرس ، وجاء اهتمام بيبرس بها لمكانتها قبيل أيامه ، فهو كان البطل الشريك في معركة جالوت ، وكان أثناء توجهه إلى عين جالوت وصل إلى مدينة عكا ، ودخل إليها ، وامتلك معرفة مباشرة بأحوال مملكة عكا الصليبية ، وتعرف عن قرب إلى دفاعاتها الهائلة ، وإلى مدى أهمية قلعة صفد العسكرية ومنافعها للصليبيين ، ومضارها على المسلمين وخاصة في دمشق.
وكان نصر عين جالوت ، ثم وصول بيبرس إلى عرش السلطنة ، الذي وضع استراتيجيات جديدة ، استهدفت ان تتفرغ دمشق إلى أبعد الحدود لمواجهة مخاطر المغول ، ولصعوبة فتح عكا وطرابلس ، ركز بيبرس جهوده ضد قلعة صفد ، وتمكن من فتحها ، فبادر إلى جعلها مقر نيابة تقف من جانب في وجه عكا ، ومن جانب آخر ضد طرابلس إلى حد ما ، وكان الصليبيون قد بنوا قلعة صفد منذ مدة قصيرة فقط ، ولحسن الحظ أننا نمتلك نصا لاتينيا نادرا وفريدا تحدث عن أعمال انشاء قلعة صفد ، وقبل ذلك عن أهداف الصليبيين من وراء ذلك ، هذا وعاصر فتح صفد مؤرخ صليبي ، يعرف باسم الداوي الصوري ، وبما أن فتح صفد كان انجازا جهاديا للسلطان بيبرس ، وبحكم أن هناك مواد