السبب قمت وأنا صديقكم المخلص ، وأنا متنبه لتشريف الرب ، ولخلاص الأنفس ، ولرفع شأن رهبانيتكم ، فسألت ونصحت وطلبت أن تقوموا ، وأنتم العبيد المخلصون للرب ، والمكرسون والفرسان الأقوياء بالنظر إلى الخلف إلى مثل أولئك الفرسان الأوائل الذين أسسوا رهبانيتكم ، وأنه باتباعكم مثل مؤسسيكم بأن تمنحوا أنفسكم ومالديكم لبناء قلعة صفد التي سوف تبقى دوما تهديدا للمسلمين ، ودفاعا عظيما للمؤمنين الصليبيين ، وأنا ـ على كل حال ـ ليس لدي المال الذي سيكون كافيا لهذا العمل ، لكن أنا أعرض للقيام بحج إلى هناك إذا أردتم عمارتها ، وإذا كنتم لا تريدون سوف أبشر بين الحجاج للذهاب إلى هناك معهم للبناء بالمخلفات ، لأنه يوجد هناك كومة كبيرة من الحجارة ، ولسوف أشيد هناك سورا من الحجارة الغشيمة لحماية الصليبيين من هجمات المسلمين».
وعندما سمع المقدم هذا أجاب وكأنه يضحك : «أنت بوضوح قد قررت الذي ينبغي عمله» ، فأضاف الأسقف قائلا : «وأنت اعقد مشاورات جيدة ، وليكن الرب معك» ، وانسحب من عندهم ، ووجه الرب ـ على كل حال ـ اجتماعهم ، فقرروا بالإجماع بأن القلعة المذكورة ينبغي أن تعاد عمارتها الآن ، ماداموا في هدنة مع سلطان دمشق ، لأن الهدنة إذا ما ألغيت يمكن للبناء أن يتأخر بسهولة.
البهجة أثناء بناء قلعة صفد
عندما تقرر وجوب بناء صفد ، كانت هنالك بهجة عظيمة في دير الداوية ، وفي مدينة عكا ، وبين شعب الأرض المقدسة ، ومن دون تأخير جرى اختيار قوة كبيرة من الفرسان ، والسيرجندية ، ورماة القسي العقارة مع رجال مسلحين آخرين وبرفقتهم كثير من دواب التحميل لنقل الأسلحة ، والإمدادات ، والمواد الضرورية الأخرى ، وفتحت مخازن الحبوب ، والأقبية ، وخزائن الأموال ، والدوائر الأخرى بكرم وفرح من