أجل الدفع ، وأرسل إلى هناك عدد كبير من العمال والعبيد (operarii et schavi) مع الأدوات والمواد التي احتاجوها ، وفرحت البلاد لدى وصولهم ، وتمجدت المسيحية الحقيقية للأرض المقدسة.
ووصل أسقف مرسيليا نفسه مع هؤلاء الحجاج الذين تمكن من جلبهم ، ونصب خيامه فوق موقع كنيس اليهود ومسجد المسلمين ، وبذلك أشار ، وظهر بوضوح بأن قلعة صفد سوف تعاد عمارتها لإضعاف انعدام إيمان الكفار ، ولتقوية عقيدة ربنا يسوع المسيح ، والدفاع عنها ، وبعدما كان كل شيء مطلوب للشروع بالعمل في هذا المشروع المجيد جاهزا ، وبعد إقامة قداس وصل الأسقف وأعطى موعظة قصيرة لتشجيع إيمان الذين كانوا موجودين ، وتوجه بالدعاء إلى نعمة الروح القدس ، ومع المباركة ، والمهابة المطلوبة وضع الحجر الأول لتشريف ربنا يسوع المسيح ، ولرفعة شأن العقيدة المسيحية ، وعلى الحجر وضع كأسا مذهبا من الفضة كان مملوءا بالمال لدعم العمل المقبل ، وقد عمل هذا في العام ١٢٤٠ للرب في الحادي عشر من إيلول.
كيف تم العثور على بئر للماء العذب داخل قلعة صفد
بما أنه كان هناك نقص بالمياه ، وبما أن الماء كان يجلب من مسافة بعيدة بوساطة عدد كبير من دواب التحميل مع جهد ونفقات أخذ الأسقف يبحث لعدة أيام حتى يعثر على نبع صغير ، ولكي يبني بركة لتجميع الماء فيها ، فقال رجل عجوز من المسلمين لحاجب الأسقف : «إذا أعطاني سيدك ثوبا ، أنا سوف أريه نبع ماء عذب في داخل القلعة» ، وعندما وعده بالثوب أراه المكان ، حيث كان هناك ركام كبير ، وخرائب أبراج وأسوار ، وأكوام كثيرة من الحجارة ، وعندما طلبوا منه مجددا علامة واضحة ، قال : إنهم سوف يجدون سيفا وخوذة من الحديد في فم البئر ، وهكذا وجدوا الأمر كما قال ، ولهذا السبب عملوا بإصرار أكبر وبعزم إلى أن تمكنوا أخيرا من اكتشاف ماء متدفق رائع بكميات وافرة كثيرا