في الوقت نفسه ، وإذا ما تفرق أفراده في أماكن نائية ، فإنهم لن يستطيعوا مساعدة أحدهم الآخر.
فائدة القلعة والأماكن المحيطة والمرتبطة بها
يمكنك أن تدرك كم كانت القلعة مفيدة وضرورية لجميع الأراضي الصليبية ، وكم كانت مؤذية للكفار ، فذوي الخبرة الذين عرفوها من قبل أن تبنى عرفوا بأن : المسلمين ، والبدو ، والخوارزمية والتركمان اعتادوا على الإغارة على عكا ، والتوغل في الأراضي الأخرى التابعة للصليبيين ، لكن ببناء قلعة صفد تم وضع حصن وحاجز ، فلم يعودوا يتجرأون على الذهاب من نهر الأردن إلى عكا ، إلا إذا كانوا بأعداد كبيرة جدا ، لكن بين عكا وصفد كان يمكن لدواب النقل المحملة والعربات العبور بسلام ، وكان من الممكن تشغيل الأراضي الزراعية بحرية ، ومن جهة أخرى بقيت البلاد بين دمشق ونهر الأردن غير مزروعة ، وكانت أشبة بصحراء للخوف من قلعة صفد ، في حين أن الغارات الكبرى منها ، والسلب والنهب ، وإحداث الدمار كانت تصل بعيدا حتى دمشق ، وهناك ربح الداوية عددا كبيرا من الانتصارات الإعجازية ضد أعداء الإيمان ، وهي انتصارات ليس من السهل تعدادها ، حيث يمكن كتابة كتاب كبير حولها.
وينبغي ـ على كل حال ـ أن لا نغفل عدم ذكر أنه تحت قلعة صفد في اتجاه عكا ، هناك بلدة أو قرية كبيرة (Burgus sive villa magna) فيها هناك سوق وعدد كبير من السكان ، وهي يمكن الدفاع عنها من القلعة ، بالإضافة إلى ذلك كان تحت سيادة قلعة صفد ، وفي منطقتها أكثر من مائتين وستين قرية ، التي كانت تدعى بالفرنسية فيلات Ville ، كان فيها أكثر من عشرة آلاف رجل مع قسي وسهام ، وذلك بالإضافة إلى آخرين ، من الذين يمكن منهم جمع مبالغ كبيرة من المال ، حتى يجري تقسيمها بين قلعة صفد ، والرهبانيات العسكرية الأخرى ، والبارونات ،