غير موائمة لسكناها ، وينبغي أن نعرف أن قلعة صفد تمتلك مناخا معتدلا وصحيا ، وبساتين غنية ، وكروم ، وأشجار ، وأعشاب لطيفة ضاحكة ، وهي غنية وكثيرة الوفرة والخصب في أنواع الثمار والفواكه ، فهناك : تين ، ورمان ، ولوز ، والزيتون ينمو هناك ويزدهر ، فالرب باركها بالمطر من السماء ، وبالثروة من التربة ، وبوفرة من القمح ، والكروم ، والزيت ، والقطاني ، والأعشاب ، وفواكه مختارة ، وكميات كبيرة من الحليب ، والعسل ، ومراعي موائمة من أجل إطعام الحيوانات ، وفضاءات ، وأشجار ، وغابات من أجل صنع الفحم ، أو من أجل طبخ كميات كبيرة من الأطعمة ، ومقاطع من أجل حجارة جيدة في المكان من أجل أعمال البناء ، وللسقاية من الينابيع ، ومن أجل برك كبيرة لسقاية الحيوانات والمزروعات ليس فقط خارج القلعة ، بل حتى في داخلها ، حيث هناك ماء عذبا بوفرة ، وعددا كبيرا ، وأنواعا من البرك المناسبة لأي غرض.
ويوجد هناك اثنتي عشر طاحون ماء خارج القلعة ، وكثيرا أكثر تستمد طاقتها من الدواب أو من الريح ، وأكثر مما إليه حاجة من الأفران ، وذلك كما ينبغي ، ولم يكن هناك أي نقص في أي شيء يحتاجه النبلاء أو القلعة ، وهناك أنواعا كثيرة من الصيد وأنواعا كثيرة من الأسماك في نهر الأردن ، وبحيرة طبرية ، ذلك أن بحيرة طبرية بحيرة كبيرة ، ومن أماكن أخرى ، حيث يمكن جلب الأسماك الطازجة أو المملحة يوميا.
وبين سمات الفخامة الكثيرة التي امتلكتها قلعة صفد هي أنه معلوم أنها يمكن الدفاع عنها بوساطة قلة ، وأن كثيرين يمكن أن يحتشدوا فيها تحت الحماية من أسوارها ، وأنه لا يمكن حصارها إلا بوساطة حشد كبير جدا ، لكن مثل هذا الحشد لن يمتلك الإمدادات لوقت طويل ، لأنه لن يجد الماء ولا الطعام ، كما أنه لا يمكن لحشد كبير أن يقترب منها