استحلفه له ، ودخل القاهرة يوم السبت الثاني والعشرين من ربيع الأول سنة ثمان وخمسين ، فركب الملك المظفر للقائه ، وأنزله في دار الوزارة وأقطعه قصبة قليوب بخاصته.
ولما خرج الملك المظفر للقاء التتر سير الملك الظاهر في عسكر ليتجسس أخبارهم ، فكان أول من وقعت عينه عليهم ، وناوشهم القتال.
فلما انقضت الوقعة بعين جالوت تبعهم يقتص آثارهم ، ويقتل من وجد منهم إلى حمص ، ثم عاد فوافى الملك المظفر بدمشق ، فلما توجه الملك المظفر إلى جهة الديار المصرية ، اتفق الملك الظاهر مع سيف الدين الرشيدي ، وسيف الدين بهادر المعزي ، وبدر الدين بكتوت الجوكنداري المعزي ، وسيف الدين بيدغان الركني ، وسيف الدين بلبان الهاروني ، وعلاء الدين آنص الأصبهاني على قتل الملك المظفر ـ رحمهالله ـ فقتلوه على الصورة المشهورة ، ثم ساروا إلى الدهليز ، فتقدم الأمير فارس الدين الأتابك ، فبايع الملك الظاهر ، وحلف له ، ثم الرشيدي ثم الأمراء على طبقاتهم ، وركب ومعه الأتابك ، وبيسري ، وقلاوون ، والخزندار ، وجماعة من خواصه فدخل قلعة الجبل.
وفي يوم الأحد سابع عشر ذي القعدة جلس في إيوان القلعة وكتب إلى جميع الولاة بالديار المصرية يعرفهم بذلك ، وكتب إلى الملك الأشرف صاحب حمص ، وإلى الملك المنصور صاحب حماة ، وإلى الأمير مظفر الدين صاحب صهيون ، وإلى الاسماعيلية ، وإلى علاء الدين ، وصاحب الموصل ، ونائب السلطنة بحلب ، وإلى من في بلاد الشام من الأعيان يعرفهم بما جرى.
ثم أفرج عمن في الحبوس من أصحاب الجرائم ، وأقر الصاحب زين الدين يعقوب بن الزبير على الوزارة ، وتقدم بالإفراج عن الأجناد