عبد الله بن شاكر يقول : قال سري السّقطي : صلّيت وردي ليلة ، ومددت رجلي في المحراب ، فنوديت : يا سري كذا تجالس الملوك؟ فضممت إليّ رجلي ، ثم قلت : وعزتك لا مددت رجليّ أبدا.
أخبرنا أبو الحسن أيضا ، قال : نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب ، أخبرني الحسين بن محمّد بن الحسن المؤدب ، نا أبو الحسن علي بن الحسن بن محمّد بن عبد الله الصيقلي القزويني الواعظ ـ بهمذان ـ قال : سمعت إبراهيم بن ثابت الدّعّاء الزاهد ـ ببغداد ـ يقول : سمعت أبا القاسم الجنيد يقول : سمعت سريا السّقطي يقول : صلّيت وردي ليلة ومددت رجلي في المحراب فنوديت : يا سريّ كذا تجالس الملوك؟ قال : فضممت رجليّ وقلت : وعزتك لا مددتها أبدا.
قال الجنيد : فبقي بعد ذلك ستين سنة ما مدّ رجليه ليلا ولا نهارا.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، وأبو السعادات المتوكّلي ، وأبو محمّد السّلمي ، قال : حدّثنا وأبو النجم بدر بن عبد الله ، أنبأ أبو بكر الخطيب (١) ، أنبأ سلامة بن عمر ، أنبأ أحمد بن جعفر ، نا العباس بن يوسف ، حدّثني سعيد بن عثمان ، قال : سمعت السّريّ بن مغلّس ، قال : غزوت راجلا فنزلت خربة للروم فألقيت نفسي على ظهري ورفعت رجلي على جدار ، فإذا هاتف يهتف بي : يا سريّ بن مغلّس هكذا تجلس العبيد بين يدي أربابها؟
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا محمّد بن عبد الله الحافظ ، أخبرني جعفر بن محمّد بن نصير ، حدّثني الجنيد بن محمّد قال : سمعت السّريّ بن المغلّس ، وقد ذكر الناس فقال : لا يعمل لهم شيئا ولا يترك لهم شيئا ، ولا يعط لهم شيئا ، ولا يكشف لهم شيئا ، قال الجنيد ـ يريد بهذا القول ـ : تكون أعمالك كلها لله وحده.
قال : وسمعت السّري يقول : لو أحسست بإنسان يريد أن يدخل عليّ قلت كذا (٢) بلحيتي ـ وأمرّ يده على لحيته كأنه يريد أن يسويها من أجل دخول الداخل عليه لخفت أن
__________________
(١) تاريخ بغداد ٩ / ١٨٧ ـ ١٨٨.
(٢) العبارة مضطربة بالأصل ونصها فيه : «لو أحسست إنسان تريد أن تدخل على قلب كذا» ولا معنى لها ، صوبنا العبارة عن حلية الأولياء ١٠ / ١١٦ ومخطوطة م.