يعذبني الله على ذلك بالنار.
قال : وسمعت السّري يقول : إنما أذهب أكثر أعمال القراء العجب وخفيّ الرياء. أو كلام نحو هذا.
أخبرنا أبو القاسم المزكّي ، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين ، أخبرني أبو الصابر القرميسيني (١) ـ مشافهة ومناولة ـ أن أباه حدثه قال : نا علي بن عبد الحميد الغضائري (٢) ، قال : سمعت السّري يقول : عمل قليل في سنّة [خير من كثير](٣) مع بدعة ، كيف يقلّ عمل مع تقوى؟.
وقال السري : الأمور ثلاثة : أمر بان لك رشده فاتبعه ، وأمر بان لك غيّه (٤) فاجتنبه ، وأمر أشكل عليك فغب (٥) عنه وكله إلى الله تعالى ، وليكن الله دليلك واجعل فقرك إليه تستغن به عمن سواه.
سمعت أبا المظفّر بن الأستاذ يقول : سمعت محمّد بن الحسين يقول : سمعت أبا الحسين الفارسي يقول : سمعت محمّد بن الحسين يقول : سمعت علي بن عبد الحميد يقول : سمعت السّري يقول : من تزيّن للناس بما ليس فيه سقط من عين الله (٦).
أخبرتنا أمّ الفتوح فاطمة بنت محمّد بن عبد الله القيسية ، قالت : أنبأتنا عائشة بنت الحسن الوركانية ، نا أبو الحسين عبد الواحد بن محمّد بن شاه الشيرازي ، حدّثني عبد الواحد بن بكر ، نا محمّد بن عيسى ـ بحلب ـ نا علي بن عبد الحميد قال : قال سري بن المغلّس ، إنما أذهب أكثر أعمال القرّاء العجب وخفيّ الرياء.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أحمد بن الحسين ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا جعفر بن محمّد بن نصير ، حدّثني الجنيد بن محمّد قال : سمعت سريا يقول : ما أرى
__________________
(١) القاف مهملة بالأصل بدون نقط ، رسمها يقرأ «عين» والصواب ما أثبت وهذه النسبة إلى قرميسين ، بلد بجبال العراق على ثلاثين فرسخا من همذان (انظر الأنساب).
(٢) بالأصل رسمت «العصايري» وفي م : العضامري ، والصواب ما أثبت «الغضائري» عن الأنساب ذكر السمعاني وترجم له.
(٣) بياض بالأصل مكان العبارة المستدركة بين معكوفتين ، وما استدركناه عن م.
(٤) بالأصل : «لك عنه فلا حسبه» ولا معنى لها ، صوبنا العبارة عن م.
(٥) في م : فقف عنده.
(٦) الرسالة القشيرية ط بيروت ص ٢٠٩.