فيأكل من يدي ، فنزل وقتا من الأوقات فلم يسقط على يدي ، فتذكرت في نفسي أيش السبب؟ فذكرت أني أكلت ملحا بأبزار ، فقلت في نفسي : لا آكل بعدها وأنا تائب منه ، فسقط على يدي فأكل (١).
أخبرنا أبو القاسم الشحامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا جعفر الخوّاص ، حدّثني الجنيد قال : دخلت على سري يوما فقال لي : أعجبك من عصفور يجيء فيسقط على هذا الرواق ، قد أعددت له لقيمة فأفتّها في كفي فيسقط على أطراف أناملي فيأكل ، فلما كان في وقت من الأوقات سقط على الرواق ففتتّ الخبز في يدي فلم يسقط على يدي كما كان ، ففكرت في سري : [ما](٢) العلة في وحشته مني؟ فوجدتني قد أكلت ملحا طيبا فقلت في سري : أنا تائب من الملح الطيب ، فسقط على يدي فأكل وانصرف.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، وأبو السعادات أحمد بن أحمد ، وأبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، قالوا : حدّثنا وأبو منصور بن خيرون قال : أنا أبو بكر الخطيب ، أنبأ أبو [علي](٣) عبد الرّحمن بن محمّد النيسابوري ، أنا محمّد بن عبد الله الرازي ـ بنيسابور ـ قال : سمعت أبا العباس المؤدب يقول : دخلت على سري السقطي يوما فقال : لأعجبنك من عصفور يجيء فيسقط على هذا الرواق فأكون قد أعددت له لقيمة فأفتّها في كفي فيسقط على أطراف أناملي فيأكل ، فلما كان وقت ـ وقال أبو السعادات وأبو محمّد : في وقت ـ من الأوقات سقط على الرواق ففتتّ الخبز في يدي فلم يسقط على يدي كما كان ، ففكرت في سري ما العلّة في وحشته مني؟ فوجدتني قد أكلت ملحا طيبا فقلت في سري : أنا تائب من الملح الطيب ، فسقط على يدي فأكل وانصرف (٤).
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، ثنا أبو بكر الخطيب (٥) ، أنا أبو علي عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن فضالة النيسابوري الحافظ ـ بالري ـ أخبرنا محمّد بن عبد الله بن
__________________
(١) الخبر سقط من الرسالة القشيرية المطبوع (ط بيروت) ، ونقله ابن العديم بهذا الإسناد ٩ / ٤٢١٩.
(٢) زيادة منا للإيضاح سقطت من الأصل وم.
(٣) زيادة منا للإيضاح وانظر تاريخ بغداد ٩ / ١٨٨.
(٤) لم يرد الخبر في ترجمة السري في تاريخ بغداد.
(٥) الخبر في تاريخ بغداد ٤ / ٤٣١ في ترجمة أبي محمد الجريري.