شاذان المذكر قال : سمعت أبا محمّد الجريري (١) يقول :
دخلت يوما على سري السّقطي وهو يبكي فقلت له : ما يبكيك؟ قال : جاءتني البارحة الصبية فقالت لي : يا أبة هذه الليلة حارة ، وهذا الكوز فيه ماء هو ذا أعلقه هاهنا فإذا برد فاشربه ، قال : فعلقته وقمت إلى أمر كنت أقوم إليه فحملتني (٢) عيناي فنمت فرأيت كأن جارية من أحسن الخلق نزلت من السماء ، وإذا الدنيا قد أشرقت لحسن وجهها وعليها قميص فضة يتخشخش ، وكأني أقول لها : لمن أنت يا جارية؟ قالت : أنا لمن لا يشرب الماء البارد في الكيزان ، قال : وتناولت الكوز فضربت به الأرض فكسرته ، ثم قالت (٣) : سري يدعي المحبة ويشرب الماء البارد في الكيزان ، هذا محال ، قال : فرأيت الخزف (٤) المكسور في غرفته لم يشله ولم يمسه حتى عفا عليه التراب.
سمعت أبا المظفر يقول : سمعت أبي يقول : سمعت عبد الله بن يوسف الأصبهاني يقول : سمعت أبا بكر الرازي يقول : سمعت الجريري (٥) يقول : سمعت الجنيد يقول (٦) :
دخلت يوما على السّري وهو يبكي ، فقلت : ما يبكيك؟ فقال : جاءتني البارحة الصبية فقالت : يا أبت هذه ليلة حارة ، وهذا الكوز أعلقه هاهنا ، ثم إنه حملتني (٧) عيناي فنمت ، فرأيت جارية من أحسن الخلق ، قد نزلت من السماء ، فقلت : لمن أنت؟ قالت : لمن لا يشرب الماء المبرد في الكيزان ، وتناولت الكوز فضربت به الأرض ، قال الجنيد : فرأيت الخزف (٨) المكسور لم يرفعه ولم يمسه حتى عفا عليه التراب (٩).
أخبرنا (١٠) أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين ، أنبأ أبو
__________________
(١) بالأصل «الحريري» بالحاء المهملة خطأ ، والصواب ما أثبت بالجيم ، عن م.
ترجمته في تاريخ بغداد ٤ / ٤٣٠ وسير الأعلام ١٤ / ٤٦٧.
(٢) كذا ، وفي تاريخ بغداد : فغلبتني.
(٣) بالأصل : قال ، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٤) بالأصل : الحرف ، والصواب ما أثبت عن م ، انظر تاريخ بغداد والرسالة القشيرية.
(٥) بالأصل «الحريري» بالحاء المهملة خطأ ، والصواب ما أثبت بالجيم ، عن م.
ترجمته في تاريخ بغداد ٤ / ٤٣٠ وسير الأعلام ١٤ / ٤٦٧.
(٦) الرسالة القشيرية ص ٤١٨ ـ ٤١٩.
(٧) في الرسالة القشيرية : غلبتني.
(٨) بالأصل : الحرف ، والصواب ما أثبت عن م ، انظر تاريخ بغداد والرسالة القشيرية.
(٩) اضطرب السند في م.
(١٠) قبلها في م : بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال ...