الأوقاف مسدودة الباب ، أول من درس بها بدر الدين يعقوب النحاس ثم ولده محمد ثم العلماء بنو الشحنة.
(٢٠٧) «الأسدية» ثم الخسروية تجاه القلعة المعروفة حينئذ بالطواشية أنشأها بدر الدين الخادم عتيق أسد الدين شير كوه كانت دارا يسكنها فوقفها بعد موته ، وكان مكتوبا على بابها جددت سنة (٦٣٢) قال ابن الشحنة : إن هذه المدرسة خربها المنلا محمد ناظر الأوقاف بحلب سنة خمس وثلاثين وتسعمائة ولم يبق لها عين ولا أثر ، ودخلت في عمارة المدرسة التي أنشأها الوزير خسرو باشا المشتملة على مسجد وجامع ومدرسة وخانقاه معدة للضيوف ، وهي أول عمارة أنشئت بحلب منذ دخول الترك. وفي در الحبب أن خسرو باشا كافل حلب لما تولى الوزارة أمر بإنشاء جامع وتكية في حلب بمشارفة معمار رومي ، وأدخل عدة أوقاف فيها منها الدار التي عمرها ووقفها أبو الفضل ابن الشحنة والمدرسة الأسدية الملاصقة لها ومسجد ابن عنتر الملاصق لها وكانت هذه الدار أحدى دور حلب العظام مشتملة على حديقة وبحرة وسبع قاعات وفرن وآبار لخزن الغلال ودهليز يصل إلى حمامه المشهور بحمام القاضي. واتفق في هذه المدرسة أن جعلت ميضآت للتكية المذكورة. وفي أعمدة التكية المذكورة عمودان كانا للمدرسة القديمة بزقاق سالار بحلب فأخذهما ، ومتوليها إذ ذاك محمد چلبي ابن المرعشي ولم ينتطح فيها عنزان اه.
قلنا : وهذا مثال صريح من العمران التركي فهو والخراب اسمان لمسمى واحد. وهذه المدرسة تسمى اليوم بالخسروية وهي عامرة بطلبة العلم بفضل النهضة الأخيرة ، ومحرابها ومنبرها وقبتها من أجمل آثار الصناعة الحلبية في القرن العاشر بقيت بحالها لم تمسسها أيدي المتولين والمتلاعبين ، وفيها القيشاني من صنع حلب.
(٢٠٨) «القليجية» أنشأها الأمير مجاهد الدين محمد بن شمس الدين محمود بن قليج النوري سنة (٦٥٠) ملاصقة لدار العدل ثم تجدد من جوانبها الثلاثة دور مضافة إلى دار العدل ، خربت في القرن العاشر.
(٢٠٩) «الفطيسية» أنشأها سعد الدين مسعود بن الأمير عز الدين أيبك المعروف بفطيس عتيق عز الدين فرخ شاه ، كانت دارا يسكنها فوقفها توفي