وأقدم مدارس بيت المقدس ما بني على عهد صلاح الدين يوسف بن أيوب عقيب استخلاصه هذه المدينة من أيدي الصليبيين ، ثم توفر أهل الخير من الأمراء والأغنياء ، ومنهم النساء والإماء ، فأنشأوا منها ما أنشأوا عنوان الغيرة على العلم وبث الفضائل. وقد عدد مجير الدين الحنبلي ما كان على عهده منها في القدس والخليل فقال : إنه كان في بيت المقدس من المدارس :
(٢٧٣) «المدرسة الفارسية» بجوار المسجد الأقصى بالقرب من بئر الورقة منسوبة لوقف المدرسة الفارسية التي شرقي المسجد وقفها الأمير فارس البكي ، وهي عامرة فيها دار كتب المسجد الأقصى.
(٢٧٤) «النحوية» على طرف صحن الصخرة من جهة القبلة إلى الغرب بانيها الملك المعظم عيسى سنة أربع وستمائة كان يدرس فيها الكتاب لسيبويه.
(٢٧٥) «النصرية» كانت على برج باب الرحمة مدرسة تعرف بالنصرية للشيخ نصر المقدسي ، ثم عرفت بالغزالية نسبة لأبي حامد الغزالي وقد اعتكف فيها وأتم تأليف كتابه إحياء العلوم فيما قيل. ثم أنشأها الملك المعظم عيسى وجعلها زاوية لقراءة القرآن والاشتغال بالنحو ووقف عليها كتبا وتاريخ وقفها سنة (٦١٠) ويقول مجير الدين : إنها دثرت في عصره وهي الآن غرفتان عامرتان معدتان للزيارة.
(٢٧٦) «التنكزية» واقفها الأمير تنكز الناصري نائب الشام ، وهي مدرسة عظيمة ليس في المدارس أتقن من بنائها عمرت سنة (٧٢٩) وهي بجانب باب الحرم بجوار باب السلسلة مجاورة للسور من جهة الغرب ، ولا تزال عامرة وهي مقر المحكمة الشرعية.
(٢٧٧) «البلدية» بجانب باب الحرم جوار باب السلسلة ، واقفها الأمير منكلي بغا الأحمدي نائب حلب ودفن فيها سنة (٧٨٢) وما برحت عامرة ولكنها دار للسكنى.
(٢٧٨) «الأشرفية» داخل المسجد الأقصى بالقرب من باب السلسلة ، عمرها الملك الأشرف قايتباي وبدئ بحفر أساسها (٨٨٥) ، وكانت قبتها ثالث القباب المهمة في القدس. والأولى قبة الصخرة والثانية قبة الأقصى.