أسود. ومما يزيد في شأن هذا الأثر الكتابة الفينيقية التي زبرت عليه وهي أقدم كتابة عرفت من نوعها حتى اليوم وهذه ترجمتها «عمل هذا الأران (التابوت) افسبعل بن احرام ملك جبيل لأبيه كي يكون مقره الأبدي ، فإذا نصب ملك من الملوك أو حاكم من الحكام العداء لجبيل وأخرج هذا التابوت من تحت التبليط فيكون خاتور خصمه فيدك عرش ملكه ويعم الخراب جبيل إذا محا هذه الكتابة ......» وبين هذه الآثار آنية خزفية نقش عليها اسم الفرعون امنمعحت الثالث (١٨٥٠ ـ ١٨٠٠) قبل المسيح. وآنيتان عليهما اسم امنمعحت الرابع وآنية من الرخام جميلة الصنع مع غطائها ، وكتب عليها بالهير وغليفية ما يأتي : «خدام الإله ابن الشمس فليعش امنمعحت إلى الأبد» وصندوق صغير للحلي من حجر كريم أسود محلى بالذهب وشكله على طراز الناووس وعلى الغطاء كتابة هيرو غليفية هذه ترجمتها : «فليعش الإله بون سيد الأرضين ملك مصر البحرية والقبلية مع حرون راع المحبوب من ثوم سيد هيليوبوليس الممنوحة له الحياة الأبدية». وجمع في هذا المتحف مقدار كبير من الفخار أهمه الأواني التي عثر عليها في كفر الجرة ويرجع تاريخ صنعها إلى الألف الثاني قبل الميلاد. ولآثار جبيل مكانة تاريخية عظيمة وهي من أهم ما عثر عليه حتى الآن في الشام.
وكان في متحف السويداء مجموعة حجرية نفيسة أكثرها من العهد اليوناني والروماني ضاع معظمها مع الأسف إبان الثورة السورية. ومتحف طرطوس حديث العهد ليس فيه إلا مجموعة صغيرة ليست ذات شأن كبير. وأما متحف حلب فلم يخصص له مكان بعد ، ولكن مجاميعه جاهزة ستحفظ فيه متى هيئ لها المكان. وأكثر هذه الآثار حثية وأشورية من التي استخرجت في حفريات أرسلان طاش وتل الأحمر وتل أرفاد والنيرب.
وفي متحف القدس مجاميع خزفية ومعدنية تبين تطور نهضة فلسطين والأدوار التي مرت عليها في أهم عصورها التاريخية ، كما أنه يحنوي على عدد من النواويس من العهد اليوناني والروماني وأجملها مما نقش عليه صورة معركة بين اليونان والنساء المترجلات (أمازون) وطائفة آثار من الحجر البركاني من عهد الفرعون سيتي الأول ورعمسيس الثالث التي وجدت في