الديني المعروف الذي يدين به اليوم نيّف وثلاثمائة مليون من البشر كما ورد في أضبط الإحصاءات الحديثة. يعلن أصحابه ويثبتون قولهم بالبرهان أنه هو الدين الوحيد الذي بشر به السيد المسيح قبل تسعة عشر قرنا وأخذه عنه رسله الحواريون لينشروه بأمره في كل العالم (متى ٢٨ : ١٨ ـ ٢٠ مرقس ١٦ : ١٥) تحت رئاسة الأساقفة الخاضعين للحبر الأعظم بابا رومية وخلف القديس بطرس المقام من السيد المسيح كالمتقلد الرئاسة العامة المطلقة على كنيسته وكراعي نعاجه وخرافه (متى ١٦ : ١٨ ـ ١٩ يوحنا ٢١ : ١٥ ـ ١٧) وأما اسمها فمشتق من لفظة يونانية معناها الجامعة والمنتشرة في كل الأرض لأن الكنيسة الكاثوليكية منذ عهد الرسل انتشرت في جميع أنحاء المعمور حتى ما وراء حدود المملكة الرومانية.
وأصل الكثلكة تلك الجماعة الأولى التي أنشأها السيد المسيح بذاته ودعاها كنيسة (متى ١٦ : ١٨) ألفها من الاثني عشر رسولا (متى ١٠ : ٢ ـ ٥) ثم من الاثنين والسبعين تلميذا (لوقا ١٠ : ١) وأنبأهم بتبشير إنجيله في كل العالم (متى ٢٦ : ١٣) وأوصى تلامذته قبل صعوده أن يتلمذوا كل الأمم ويعمدوهم باسم الأب والابن والروح القدس ويعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصاهم به (متى ٢٨ : ١٩ ـ ٢٠) فما مر عليهم بضعة أيام حتى حل عليهم البارقليط أي الروح القدس الذي وعدهم بإرساله (يوحنا ١٥ : ٢٦) فأنطقهم بألسنة جميع الأمم التي كان حضر بعض أبنائها أورشليم لعيد العنصرة ووقفوا بذلك على الدين الجديد (أعمال ٢ : ١ ـ ١٢) فاعتمد في ذلك اليوم ثلاثة آلاف من اليهود (أعمال ٢ : ٤١) ثم بلغ عددهم خمسة آلاف بعد أيام (٤ : ٤) ثم شاع اسمهم فعرفوا بالمسيحيين (١١ : ٢٦) ثم صار التخصيص بظهور بعض الشيع فدعوا بالكاثوليك وكنيستهم بالكنيسة الكاثوليكية قريبا من عهد الرسل كما ورد في كتاب القديس أغناطيوس تلميذهم والفيلسوف يوستنيوس النابلسي المستشهد سنة (١٦٥ م) ولم يزل مذ ذاك الوقت اسمهم الخاص دون سواهم.
يؤمن الكاثوليك بكل العقائد التي أوحى الله في الكتب المنزلة وفي التقليد. وتقسم الكتب المنزلة إلى قسمين أسفار العهد العتيق وأسفار العهد الجديد.