الأجسام المكلفة بطاعة الإمام المطهر ، فإذا انتقلت على الطاعة كانت قد تخلصت وانتقلت للأنوار العلوية ، وأن انتقلت على العصيان هوت في الظلمات السفلية.
وذكر في العبر أن منهم من يدعي ألوهية الإمام بنوع الحلول ، ومنهم من يدعي رجعة من مات من الأئمة بنوع التناسخ والرجعة ، ومنهم من ينتظر مجيء من يقطع بموته ، ومنهم من ينتظر عود الأمر إلى أهل البيت. ويتفق المستعلوية والنزارية في بعض المعتقدات ويختلفون في بعضها. ولدعاة الأئمة المستورين عندهم مكانة عظمى لا سيما الداعي القائم بذلك أولا وهو الداعي إلى محمد المكتوم أول أئمتهم المستورين ، فإن له من الرتبة عندهم فوق ما لغيره من الدعاة القائمين بعده. واشتهر من دعاتهم رمضان وابنه ميمون وعبد الله القداح بن ميمون ، اطلع هذا على أسرار الدعوة من أبيه وسار من نواحي أصفهان إلى الأهواز والبصرة وسلمية من أرض الشام يدعو الناس إلى أهل البيت. ثم أنشأ ابنه أحمد فأرسل هذا أحد دعاته إلى اليمن وإلى المغرب. ومن نسب أحدا من هؤلاء الدعاة إلى ارتكاب محظور أو احتقاب إثم فقد ضل وخرج عن جادة الصواب عندهم ، ويرون تخطئه من مالأ على الإمام عبيد الله المهدي أول أئمتهم القائمين ببلاد المغرب وارتكابه المحظور وضلاله عن طريق الحق ، وكذلك من خذل الناس عن أتباع القائم بأمر الله بن عبيد الله ثاني خلفائهم ببلاد المغرب أو نقض الدولة على المعز لدين الله أول خلفائهم بمصر ، ويرون ذلك من أعظم العظائم وأكبر الكبائر.
ومن أعيادهم العظيمة الخطر عندهم يوم غدير خم (غيضة بين مكة والمدينة على ثلاثة أيام من الجحفة) وسبب جعلهم له عيدا أنهم يذكرون أن النبي صلىاللهعليهوسلم نزل فيه ذات يوم فقال لعلي : «اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيث دار». ومن أكبر الكبائر عندهم وأعظم العظائم أن يرمى أحد من آل بيت النبي صلىاللهعليهوسلم ولا سيما الأئمة بكبيرة ، أو ينسبها أحد إليهم أو يوالي لهم عدوا أو يعادي وليا. ويقولون : إن الإمام منهم لا يموت إلا وقد خلف ولدا ذكرا منصوصا عليه.