كثيرين من أصحابه. وكانت بلغت جريدة أسمائهم ستة عشر ألفا. ولم يسع الحاكم بأمر الله بعد أن وقع ما وقع إلا أن يبعث إلى الدرزي في السر والا وأو عز إليه أن يخرج إلى الشام وينشر فيها الدعوة ، فنزل وادي تيم الله بن ثعلبة غربي دمشق ، وقرأ الكتاب على أهله واستمالهم إلى الحاكم ، وأعطاهم المال فكثر مشايعوه وأنصاره.
وكان الأمراء التنوخيون سكان لبنان على استعداد لقبول دعوة الدرزي فانقادوا إليه فسمي جماعته بالدروز. والدروز ينكرون هذه التسمية ويحبون أن يدعوا بالموحدين ، وكان يسميهم أصحابهم بالأعراف. وغلب عليهم في حوران في العهد الأخير لقب آل معروف دعوا به تحببا. وهذا كان من شعار اليمنيين لانقسام هذه الطائفة إلى أصلين من أمهات أصول العرب في هذا القطر وهما القيسية واليمنية. ولما أنشأ الدروز يبثون دعوتهم بين المسلمين غزوا في عقر دارهم في وادي التيم نحو سنة (٤١٠) على الأرجح وغزوا في جبل السماق من أرجاء حلب لما جاهروا بمذهبهم أيضا وخربوا ما عندهم من المساجد فقتل دعاتهم وأعيانهم سنة (٤٢٣) (خطط الشام م ١).
ووقع خلاف بين الداعية الأول محمد بن إسماعيل الدرزي والداعية الثاني حمزة بن علي بن أحمد ، فكتب التقدم لهذا ومات الدرزي في سنة (٤١١) فقام بالدعوة حمزة وأصبح القوم يقدسونه ويلقبونه بهادي المستجيبين وحجة القائم وغير ذلك. ولما هلك الحاكم كتب حمزة الرسالة المسماة بالسجل المعلق وعلقها على أبواب الجامع وفيها يقول : إن الحاكم اختفى امتحانا لإيمان المؤمنين ، وشرع حمزة يزرع في القلوب بذر الاعتقاد بألوهية الحاكم وتوحيده وعبادته ، ويجتمع هو وأتباعه في المعبد السري ، حتى ثار عليهم المسلمون وطردوهم ففروا من مصر إلى الشام.
قال سليم البخاري : إن الدروز يخالفون في عقائدهم عقائد الفرق من أرباب الديانات يتظاهرون بالتبعية لمن يكونون تبعا له ، وأما في الباطن فإنهم ينكرون الأنبياء عليهمالسلام وينسبونهم إلى الجهل وأنهم كانوا يشيرون إلى توحيد العدم وما عرفوا المولى ، ويشنعون بالطعن على جميع أرباب الديانات من المسلمين والنصارى واليهود ، والديانة الحقة عندهم هي توحيد الحاكم ،