من المساجد. ومجموع ما في عمل المعرة ٤١ مسجدا وجامعا. وفي عمل جبل سمعان اليوم ١٨٣ جامعا ومسجدا ، وفي بيلان ٥ مساجد وجوامع. وفي قضاء إدلب ٣٧ مسجدا وجامعا وجامعها في القصبة من عهد الفتح يسمونه العمري. وفي معرة مصرين وعملها ١١ جامعا ومسجدا ، وفي حارم جامع ومسجد وفي عملها عدة جوامع ومساجد وكذلك في اعزاز ، وفي قضاء الباب ١٥ جامعا ومسجدا وفي بزاعة وجسر الشغر ومعرة مصرين وسرمين وجبرين وسلقين وخناصرة والفوعة وأرمناز وديركوش والجبول والأثارب ودانيث وكلز وغيرها من البلدان القديمة مساجد وجوامع. ولا تكاد تخلو في يومنا هذا كل قرية من مسجد إلا إذا كانت مزرعة حقيرة لأحد أرباب الأملاك. وفي الشغر اليوم ثلاثة جوامع وخمسة مساجد ولا تخلو المدينة التي كانت عامرة جدا ثم خربت عن آخرها مثل بالس (مسكنة) ومنبج مثلا من مساجد لا بأس بها.
ولقد تقلبت الأيام بهذه المساجد والجوامع فكثرت في الأماكن التي اشتدت إليها الحاجة وقلت حيث قل العمران وابذعرّ السكان. فقد كانت سرمين مثلا على طرف جبل السماق من المدن ولها مساجد كثيرة روى ابن شداد أن عددها كان ينيف على ثلاثمائة مسجد ، قال : وليس بها الآن أي في عهده مسجد يصلى فيه غير الجامع وأكثر أهلها إسماعيلية ولهم بها دار دعوة. وسواء كان هذا العدد مبالغا فيه أو غير مبالغ فالمحقق أن الجوامع والمساجد كثرت في الأعصر السالفة في هذه الأرجاء بكثرة السكان وتوفر خيرات الأرض ثم لما خربت المدن دع القرى تراجع أمر بيوت العبادة.
ومن الجوامع القديمة في هذا الصقع جامع اعزاز عرف بالجامع الكبير قال الغزي : وهو صحن واسع فسيح في شماليه رواق وفيه مأذنة ضخمة وفي وسطه حوض يهبط إليه بدركات تجري فيه قناة جرها إليه إسماعيل بن عبد الله العزازي المتوفى سنة (٧٤٨) وفي جنوبي صحن الجامع قبلية يبلغ طولها نحو ٥٠ في عرض ١٥ ذراعا سقفها قباب محمولة على أعمدة ضخمة وقد كتب على باب الجامع المتجه إلى الغرب : بسم الله الرحمن الرحيم في سنة (٦٤٤) أمر بعمله مولانا السلطان العالم العادل الملك الناصر صلاح الدنيا والدين يوسف بن الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر غازي ابن أيوب ناصر أمير المؤمنين خلد الله ملكه.