الشرقية والشمالية والحائط الخارجي الشمالي من الجامع ربما كان الجزء الأسفل من المنارة بما فيه الحجارة المنحوتة البيضاء والسوداء قديم العهد أيضا. وفي هذا الجامع بقايا منبر جميل عمل من الخشب ويرد إلى زمن نور الدين ثم محراب مزين أجمل زينة له سوار من الرخام المجزع من زمن الملك المظفر تقي الدين (٦٢٦ ـ ٦٤٢) وفي مكان آخر من الشرق محراب ذو سوار من المرمر زبر في تيجانها اسم أبي الفداء.
والجامع الأول هو الذي قام على أنقاض الكنيسة أو حوّل منها في زمن الفاتح ، وهو جامع السوق الأعلى وجدّد في خلافة المهدي من خراج حمص على ما نقش على رخامة فيه ، ثم جاء المظفر عمر فزاد فيه وبنى مدرسة بجواره ، ثم أتى إبراهيم الهاشمي فأنشأ منارته الشمالية سنة (٨٢٥) كما زبر ذلك على رخامة فوق بابها ، ومن بنائه الحرم الصغير في جانب المسجد من جهة الشرق ورواق الجامع أيضا بناه سنة (٨٣٢) ، وجامع الحيات أو جامع الدهشة الذي بناه الملك المؤيد وبنى لحرمه من جهة الشرق شباكين كبيرين بينهما عمود كبير من الرخام على صورة أفاعي ملتفة ولهذا يسمى جامع الحيات. وقد نقش حرمه بالذهب والفسيفساء والرخام الملون في جدرانه وأرضه وعمل له من الغرب شباكين كما في جهة الشرق ، غير أنهما هدما وأدخلا في البستان المجاور له ، ولم يبق غير الشباكين. وذهبت خزانة الكتب الموقوفة وكان فيها سبعة آلاف مجلد. ويرى الداخل إلى حرمه حتى اليوم زنارا على ساريتين محفورا من الرخام وصورته :
«أمر بعمل هذا الجامع المبارك السلطان الملك المؤيد عماد الدنيا والدين إسماعيل بن الملك الأفضل نور الدين علي بن الملك المظفر تقي الدين محمود ابن الملك المنصور ناصر الدين محمد بن الملك المظفر تقي الدين عمر بن شاهنشاه ابن أيوب في شهور سنة سبع وعشرين وسبعمائة».
ومن الجوامع في حماة جامع السلطان في محلة الدباغة وهو متسع ، بناه السلطان بدر الدين حسن شقيق أبي الفداء على هيأة جامع الدهشة وفي كل منهما رخام محفور بالآيات القرآنية كتبتها يد واحدة ، وله رواق كبير وفي محرابه كتبت آيات بالخط الكوفي. وفيها جامع العزة بناه محمد بن حمزة