لحم من الكنائس القديمة المشهورة أنشأها قسطنطين سنة (٣٣٠) فكانت كاتدرائية كبرى وأنشأ يوستنيانوس حيطانها وأقيمت فيها أديار وكنائس كثيرة حتى اطلق عليها سنة ستمائة للميلاد اسم المكان الزاهر.
ومن أشهر كنائس الشام كنيسة دمشق المعروفة بكنيسة مار يوحنا مكان الجامع الأموي اليوم ، صالح المسلمون على نصفها الشرقي لأنهم اعتبروا دمشق بما فتح صلحا وعنوة ، فكان النصف من هذه الكنيسة العظمى ، التي كانت أكبر معابدهم على رواية ابن كثير ، في النصف الذي فتحه خالد بن الوليد بالسيف. وكان بدمشق خمس عشرة كنيسة كتب بها عمر بن الخطاب كتاب أمان وأقر ما بأيدي النصارى أربع عشرة كنيسة ، فجعل أبو عبيدة من الكنيسة الكبرى مسجدا. فكان المسلمون والنصارى يدخلون من باب واحد وهو باب المعبد الأصلي في القبلة؟ قال جرجس بن العميد : وقيل : إن الوليد بذل للنصارى في كنيسة مار يوحنا أربعين ألف دينار فلم يريدوا أن يأخذوا المال فأخذها فأخربها ولم يعطهم شيئا. وفي تواريخ دمشق أن النصارى رفعوا إلى عمر بن عبد العزيز في خلافته ما بيدهم من عهد أبي عبيدة بن الجراح من أن كنائسهم لا تهدم ولا تسكن وأن الوليد أخذ كنيستهم بغير حق قهرا ، فلما رأى عمر ذلك منهم دفع لهم مالا يرضيهم به حتى بلغ مائة ألف فأبوا ، فكتب الى محمد بن سويد الفهري أن يدفع إليهم كنيستهم أو يرضيهم في ذلك. فلما وصل كتاب عمر إلى دمشق أعظم الناس ذلك وفيهم يومئذ بقية من أهل الفقه ، فشاورهم محمد بن سويد فقالوا : هذا أمر عظيم ندفع إليهم مسجدنا وقد أذنا فيه بالصلاة وجمعنا فيه يهدم ويعاد كنيسة. فقال رجل منهم : هنا مسألة فإن لهم كنائس عظاما حول مدينتنا وهي دير مران والكنيسة بباب توما وغيرها من الكنائس ان أحبوا أن نعطيهم كنيستهم فلا يبقوا حول مدينة دمشق ولا بالغوطة كنيسة إلا هدمت أو نبقي لهم جميع كنائسهم ويتركوا هذه ونسجل لهم بذلك سجلا ، فرضي النصارى على أن يسجل لهم الخليفة سجلا منشورا بأمان على ما بدمشق والغوطة من كنيسة أن تهدم أو تسكن. وهكذا استحالت كنيسة مار يوحنا إلى مسجد جامع للمسلمين أخذوه بحكم الفتح