بعد الظهر فاشتد القتال ، ولما قرب الأعداء من الحسين ، وهو قائم بمكانه ، استقدم سعيد الحنفي امام الحسين فاستهدف لهم يرمونه بالنبل يميناً وشمالاً وهو قائم بين يدي الحسين يقيه السهام طوراً بوجهه وطوراً بصدره وطوراً بيديه وطوراً بجبينه فلم يكد يصل إلى الحسين شيء من ذلك حتى سقط الحنفي إلى الارض وهو يقول اللهم ألعنهم لعن عاد وثمود . اللهم أبلغ نبيك عني السلام وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح فاني أردت ثوابك في نصرة نبيك ، ثم ألتفت إلى الحسين فقال ، أوفيت يا بن رسول الله ، قال نعم أنت أمامي في الجنة ثم فاضت نفسه النفيسة .
٢ ـ الحر بن يزيد الرياحي :
تقدت ترجمته في ص ٨٢ ـ ٨٩ من هذه الموسوعة .
٣ ـ زهير بن القين بن قيس الانمارى البجلي :
كان زهير رجلاً
شريفاً في قومه ، نازلا فيهم بالكوفة ، شجاعاً ، له في المغازي مواقف مشهورة ، ومواطن مشهودة ، وكان أولاً عثمانياً فحج سنة ستين في اهله ، ثم عاد فوافق الحسين في الطريق ، فهداه الله وانتقل علويا ، ( روى ) ابو مخنف عن بعض الفزاريين ، قال كنا مع زهير بن القين حين أقبلنا من مكة نساير الحسين عليه السلام فلم يكن شيء ابغض الينا من ان نسايره في منزل ، فاذا سار الحسين عليه السلام تخلف زهير ، واذا نزل الحسين تقدم زهير ، حتى نزلنا يوماً في منزل لم نجد بُدّاً من أن ننازله فيه فنزل الحسين في جانب ونزلنا في جانب فبينا نحن نتغدى من طعام لنا ، وإذ أقبل رسول الحسين « ع » فسلم ودخل ، فقال يا زهير بن القين : إن ابا عبد الله الحسين بن علي بعثني اليك لتأتيه ، فطرح كل انسان منا ما في يده حتى كأن على رؤسنا الطير ، « قال » ابو مخنف : فحدثتني دلهم بنت عمرو امرأة زهير قالت : فقلت له ايبعث اليك ابن رسول الله ( ص )