اتقى الاتقياء ، وهو أفسق الفاسقين ، وانه اعقل العقلاء ، وهو اسفه الجاهلين .
ومن يدري اني اصف نفسي بنفسي ، من حيث لا اشعر . . واقول . . ان هذا ليس بمحال ، وانه جائز على كل انسان غير معصوم كائناً من كان ويكون . . ولكني اقسم جازماً اني اتهم نفسي واحاكمها كثيراً ، واتقبل الحكم عليها من كل منصف خبير ، فهل يتفضل السادة الكبار ، بل والمراهقون منهم والصغار ، هل يتفضلون بقبول الرجاء من هذا العبد الفقير الذي يتهم نفسه ان يتهموا انفسهم ، ويراجعوها ، ويقفوا منها موقف الناقد البصير ، تماماً كما يتهمون غيرهم ، او ان حضراتهم يصرون على انهم فوق الشبهات ، لان الراد عليهم راد على الله ؟ . . ومهما شككت ، فاني على يقين بان من ينظر إِلى نفسه بهذه العين فهو من الذين عناهم الله بقوله : ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) ١٠٥ الكهف .
خطباء المنبر الحسيني :
كان المنبر فيما مضى
الوسيلة الكبرى للدعاية والاعلام ، ثم تطورت وسائل النشر الى الكتب ، ومنها الى الصحف والمسرح والاذاعة ، ثم