الى
التلفزيون والروايات والالواح الفنية ، والبعثات التبشيرية ، واخطر الوسائل كلها اولئك المأجورون الذين يقبضون في الظلام من اعداء الدين والوطن ؛ ويمشون بين الناس كالشرفاء . . وان لي مع هؤلاء لموقفا اجمع واوجع . والشيعة لا يملكون من
وسائل الاعلام الا المنبر الحسيني وبعض المؤلفات ، ولكن جماهير منبر الحسين لا يحلم بها كاتب ومؤلف ، وهو سلاح له خطره ومضاؤه في محاربة الباطل واهله ، والزندقة والالحاد ، لان الهدف الاول من هذا المنبر ان يبث في الناس روح الحسين ، حتى اذا رأوا باطلا قاوموه وحقاً ناصروه ، ومن هنا كان العبء ثقيلا على خطباء هذا المنبر الخطير الا على الاكفاء منهم . . والحق ان بعضهم أدوا المهمة على وجهها ، واهتدى بهم الكثير من الشباب الى سواء السبيل ولكن هؤلاء ـ وللاسف ـ قليلون جداً ، والاكثرية الغالبة مرتزقة متطفلون ، او ممثلون لا يهتمون بشيء الا بعاطفة المستمع وميوله ، تماماً كالمهرج ، يقف على خشبة المسرح ليؤنس المتفرجين ويضحكهم . ويجهلون او يتجاهلون ان مهمة المرشد الواعظ كمهمة الطبيب الجراح يستأصل بمبضعه الداء من جذوره ، ولا يكترث باحتجاج المريض وصراخه .