الشاعر :
ابو المستهل الكميت بن زيد الاسدي المولود سنة ٦٠ والمتوفى سنة ١٢٦ ه . قال أبو الفرج : شاعر مقدم عالم بلغات العرب ، خبير بأيامها من شعراء مضر وألسنتها والمتعصبين على القحطانية المقارنين المقارعين لشعرائهم ، وكان في أيام بني امية ولم يدرك الدولة العباسية ومات قبلها ، وكان معروفاً بالتشيع لبني هاشم مشهوراً بذلك .
سئل معاذ الهراء : من أشعر الناس ؟ قال : أمن الجاهليين أم الاسلاميين ؟ قالوا : بل من الجاهليين . قال : امرؤ القيس وزهير وعبيد بن الابرص . قالوا : فمن الإسلاميين قال : الفرزدق وجرير والاخطل والراعي ، قال فقيل له : يا أبا محمد ما رأيناك ذكرت الكميت فيمن ذكرت ، قال : ذاك أشعر الأولين والآخرين .
قال صاعد مولى الكميت دخلنا على أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام فأنشده الكميت :
مَن لقلبٍ ميتمٍ مستهامِ |
|
غيرَ ما صبوةٍ ولا احلامِ |
بل هواي الذي أُجنُّ وأُبدي |
|
لبني هاشم أجلّ الانامِ |
فأنصت له عليه السلام فلما بلغ الى قوله :
أخلص الله هواي فما أغرق |
|
نَزعاً ولا تطيش أجلّ الانامِ |
قال له الباقر عليه السلام قل ( فقد أُغرق نَزعاً ولا تطيش سهامي )
__________
(١) النزع : جذب الوتر بالسهم ، والاغراق نزعا المبالغة في ذلك ، وأغرق النازع في القوس مثل يضرب للغلو والافراط . فقوله ( فما اغرق نزعا ) ، لا يناسب المقام اذ يكون معناه اني لا ابالغ في المحبة ، والمناسب المبالغة فيها فلذلك غيره الامام عليه السلام بقوله . فقد اغرق نزعاً .