لعبت هاشم بالملك فلا |
|
خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزل |
لستُ من خندف إن لم أنتقم |
|
من بني احمد ما كان فعل |
قد قتلنا القرمَ من ساداتهم |
|
وعدلنا مَيلَ بدر فاعتدل |
وأخذنا من عليٍ ثارنا |
|
وقتلنا الفارس الشهمَ البطل (١) |
فقامت زينب بنت علي بن ابي طالب وأمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله وعليه وسلم وقالت :
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على رسوله محمد وآله اجمعين . صدق الله سبحانه حيث يقول : ( ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَىٰ أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ ) أظننتَ يا يزيد حيث أخذتَ علينا أقطار الارض وآفاق السماء (٢) فاصبحنا نُساقُ كما تُساق الإماء ، أن بنا على الله هوانا وبك عليه كرامة ، وان ذلك لعِظم خطرك عنده ، فشمختَ بأنفك ، ونظرتَ في عِطْفك ، تضربُ أصدريك فرحاً ، وتنفض مذرويك مرحاً (٣) ، جذلان مسروراً حين رأيت الدنيا لك مستوسقة (٤) والامور متّسقة ، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا (٥) فمهلاً مهلاً ، لا تُطش جهلاً ، أنسيتَ قول الله تعالى ( وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ
__________
(١) ذكر ابن هشام في ( السيرة النبوية ) قصيدة ابن الزبعري بكاملها .
(٢) تريد عليها السلام بهذا القول : أنك ملأت الارض بالخيل والرجال والفضاء بالرايات وضيقت الارض العريضة علينا . كما يقول شاعر الحسين :
بجمع من الارض سد الفروج |
|
وغطا النجود وغيطانها |
وطا الوحش إذ لم يجد مهرباً |
|
ولازمت الطير أركانها |
(٣) تضرب أصدريك : اي منكبيك ، وتنفض مذرويك : المذروان جانبا الاليتين . يقال : جاء فلان ينفض مذرويه : اذا جاء باغياً يتهدد .
(٤) مستوسقة : مجتمعة . ومتسقة : منتظمة .
(٥) تقول عليها السلام ان الملك ملكنا والسلطان لنا من جدنا الرسول « ص » .