دعا العباس عثمان ، وقال له تقدم يا أخي كما قال لعبد الله فتقدم الى الحرب يضرب بسيفه ويقول :
إني انا عثمان ذو المفاخر |
|
شيخي عليّ ذو الفعال الطاهر |
فرماه خولي بن يزيد الأصبحي فأوهطه (١) حتى سقط لجنبه فجاءه رجل من بني ابان بن دارم فقتله واحتز رأسه .
٤ ـ عمرو بن خالد الأسدي الصيداوي : كان شريفاً من اشراف الكوفة مخلص الولاء لأهل البيت ، قام مع مسلم حتى اذا خانته الكوفة لم يسعه إلا الاختفاء ، فلما سمع بقتل قيس بن مسهر وأنه أُخبر أن الحسين صار بالحاجر خرج اليه ومعه مولاه سعد ومجمع العائذي وابنه وجنادة بن الحرث السلماني واتبعهم غلام لنافع البجلي بفرسه المدعو ( الكامل ) فجنبوه وأخذوا دليلا لهم الطرماح بن عدي الطائي وكان جاء الى الكوفة يمتار لأهله طعاماً فخرج بهم على طريق متنكبة وسار سيراً عنيفاً من الخوف لأنهم علموا أن الطريق مرصود حتى اذا قاربوا الحسين عليه السلام حدا بهم الطرماح بن عدي فقال :
يا ناقتي لا تذعري من جزري |
|
وشمِّري قبل طلوع الفجر |
بخير ركبان وخير سفر |
|
حتى تحلِّي بكريم النجر |
الماجد الحر رحيب الصدر |
|
أتى به الله لخير أمر |
|
ثمَّة ابقاء بقاء الدهر |
|
فانتهوا الى الحسين وهو بعذيب والهجانات (٢) فسلموا عليه وانشدوه
__________
(١) اوهطه : اضعفه واثخنه بالجراحة وصرعه صرعة لا يقوم منها .
(٢) عذيب الهجانات موضع فوق الكوفة عن القادسية اربعة اميال . واضيفُ الى الهجانات لأن النعمان بن المنذر ملك الحيرة كان يجعل فيه ابله .
ادب الطف ـ ( ٦ )